اختتمت أعمال الدورة الثالثة من مهرجان أبوظبي للتكنولوجيا المالية "فينتك أبوظبي 2019"، الأربعاء، التي انعقدت تحت الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي بحضور 5 آلاف مشارك من حول العالم. وشهد "فينتك أبوظبي 2019" خلال أيام انعقاده العديد من المناقشات والجلسات للموضوعات الحيوية والمهمة في مجال التكنولوجيا المالية شارك فيها أبرز رواد الأعمال الإقليميين والدوليين والمتخصصين والرؤساء التنفيذيين والمبدعين في العالم. وخلال المهرجان تم إعلان كل من شركتي "Risq وJibrel" فائزين في مسابقة تحدي "فينتك أبوظبي 2019" للابتكار. وحظيت الشركتان بإعجاب المحكمين في الجائزة وسيحضر ممثلو كل منهما مهرجان فينتك في سنغافورة في نوفمبر/تشرين الأول المقبل، بالإضافة إلى حصول كل منهما على منحة إثبات للمفاهيم تصل قيمتها إلى 540 ألف درهم. وتم أيضا تكريم أفكار ومبادرات مبتكرة قدمها 10 رواد أعمال خلال حفل توزيع جوائز مهرجان "فينتك أبوظبي". وخضعت مشاريع كل مشارك لتقييم صارم من لجنة تحكيم تضم كبار خبراء قطاع التكنولوجيا المالية الذين عملوا على تقييم مفاهيم الابتكار والدور والتأثير الإيجابي لكل مشروع. وركز "فينتك أبوظبي 2019" على طرح تأثير التحول الرقمي على صناعة الخدمات المالية وفي هذا السياق أكد راشد عبدالكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادي أبوظبي أن "فينتك أبوظبي 2019" واحد من أبرز الفعاليات في المنطقة. وقال البلوشي: "قدم المهرجان حلولا من شأنها تحويل قطاع الخدمات المالية في أبوظبي رقميا وهو القطاع الذي يمثل وحده 14.3% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي في أبوظبي ويعد كذلك محركا رئيسيا للنمو في المستقبل". وأضاف أن القطاع المالي والتأمين في أبوظبي شهد ازدهارا كبيرا تمثل في ارتفاع عدد تراخيص البنوك، في حين ارتفعت تراخيص نشاط التأمين إلى 318 ترخيصا، ما يعكس قوة الاقتصاد المحلي. وأشار إلى أن الحكومة أطلقت مؤخرا منصة HUB71 الموحدة البالغة 520 مليون درهم وهي مبادرة رائدة ضمن برنامج التسريع الاقتصادي بقيمة 50 مليار درهم. وناقش "فينتك أبوظبي 2019" مبادرة الحزام والطريق في الصين "BRI" التي توفر 8 تريليونات دولار للاستثمار في البنية التحتية ل65 دولة. وقالت ضياء هيكل، رئيسة تحرير مجلة "MiT Technology"، أثناء الجلسة التي تعرضت لآثار المبادرة الصينية على دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن دولة الإمارات نجحت في تأسيس علاقات تجارية بين الدول بما قدره 33 مليار دولار في عام 2018". وأكد ريتشارد تنغ الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية لدى سوق أبوظبي العالمي أن علاقة الصينبالإمارات مزدهرة، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين قوية وتتميز بالطابع الاستراتيجي على جميع المستويات، فدولة لإمارات هي الوجهة الاستثمارية الأولى للصين في المنطقة ومن المتوقع أن تصل التجارة الثنائية إلى 70 مليار دولار. وخلال فعاليات اليوم الأخير للمؤتمر، ومن خلال انعقاد "حلقة الشباب" حظي أكثر من 30 من الطلاب والمهنيين الشباب بنصائح الخبراء حول الدور الرئيسي الذي يمكن أن يلعبوه في المستقبل في إطار "فينتك أبوظبي 2019" وسبل تحقيق النجاح. وقال ألكسندر غراوبنر مولر مؤسس شركة "Kreditech": "إن أفضل وقت لبدء أي عمل تجاري هو أن تكون شابا حتى تتمكن من تعزيز مهاراتك ومعرفتك". كما تحدث خليفة سالم المنصوري الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية بالإنابة إلى الشباب، حيث أكد في كلمته أهمية البحث والتحفيز وضرورة استيعاب سياق عمل الشركة وتحديد المنافسين جيدا والتركيز على نقاط القوة والاستفادة منها. وحول مستقبل العملات الرقمية، قام زيشان فيروز الرئيس التنفيذي لشركة "Coinbase UK" وستيف كيرش الرئيس التنفيذي لشركة "Token" بمناقشة مستقبل العملات الرقمية، وتنبأ كل منهما بمستقبل مشرق لهذا النمط من العملات في المستقبل. وقال زيشان متحدثا في جلسة أدارتها إليزابيث شولز مراسلة التكنولوجيا في"CNBC": "إننا نمر بتحول رائد حول ماهية الحساب المصرفي.. أعتقد أنه في غضون بضع سنوات سيدفع راتبك من الحساب الرقمي وهو الحساب الذي ستنفق منه.. ستقوم العملات الرقمية بكل ما يفعله حساب مصرفي عادي". وعبر ستيف كيرش في كلمته أمام الجمهور عن توقعه بأن النقود الرقمية ستغير القطاع المصرفي بالكامل في المستقبل، لافتا إلى أن مستقبل استخدام العملة الرقمية ماضٍ وأنه أمر لا مفر منه وستكون هذه فرصة نادرة للمصارف للتوحد وكسب ميزة تنافسية. وجاءت قضية الانتقال من اقتصاد النفط لاقتصاد المعرفة ضمن الموضوعات التي عني بها "فينتك أبوظبي 2019"، وأوضح مارك كورتيس المدير المالي في أدنوك في هذا الصدد أنه كيف سيمكن الابتكار الاجتماعي من إحداث الانتقال في الإمارات من النفط إلى اقتصاد المعرفة. وقال: "يجب أن تقوم المدارس بالمزيد من التدريبات الداخلية ومتابعة الأفكار التجريبية الجديدة حتى لو حدثت أخطاء هذا طبيعي على المجتمع المضي قدما في إحداث التغيير ذي معنى". وفي الجلسة التي حملت عنوان "تنمية اقتصاد المعرفة في الإمارات العربية المتحدة" تمت الإشارة إلى أن البيانات والمعلومات هي النفط الجديد. وقال محمد عليوة الشريك في جرانت ثورنتون: "التقلبات في أسعار النفط تظهر أن الإمارات كانت على حق في تنمية قيادة توجه آخر من خلال إنماء اقتصاد قائم على المعرفة والمهارات، حيث إن الاقتصادات العالمية آخذة في التحول والتغير لذلك من خلال وضع أسس متينة الآن في المدارس والكليات والشركات الناشئة سنرى النتائج خلال 10 إلى 20 سنة".