وضعت جميع فعاليات النادي المكناسي خلافاتها جانبا، ووافقت على الجلوس إلى طاولة الحوار، وعقدت مفاوضات ماراثونية وعسيرة، من أجل حفظ السلام الرياضي في المدينة الإسماعيلية، ووقف عبث تسيير فريق كرة القدم بمكتبين مسيرين. دار حديث صخب بين المكتبين المتنازعين، مساء أمس (الخميس)، في مقر عمالة المدينة، حيث تقدم الوعود والعهود، وخلص المتخاصمون إلى ضرورة لعن الشيطان الرجيم، وتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الفرع، فيما يشبه إعلان هدنة لأجل غير مسمى. اجتمعت الأطراف المتنازعة بوساطة بعض الغيورين على "الكوديم"، وعبد الغني الصبار، عامل المدينة، الذي ارتأى الدخول ب"خيط أبيض" بين أهل مكناس، وانتفض كل طرف على الآخر وأفرغ ما في جوفه من صراخ وعويل ونواح على ما آل إليه وضع النادي، ووجهت الاتهامات هنا وهناك، وفي الأخير دعا عامل المدينة الفريقين المتخاصمين إلى لعن الشيطان الرجيم، فمد الجميع أيديهم لتوقيع معاهدة حماية النادي المكناسي من كيد الكائدين، وإقامة صلح محدود الصلاحية، ووقف الحرب الأهلية. خلصت المفاوضات إلى تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الفريق خلال مرحلة الذهاب من منافسات دوري الهواة، مع إمكانية استمرارها في مرحلة الإياب، وتضم كل من عادل التراب، عزيز بنونة، عز الدين الزروالي، عز الدين اليعقوبي، عبد الحق بن الشاوي، بنونة مراد، خالد تاعرابت، حسام القاسمي. خرجت فعاليات النادي المكناسي من عمالة المدينة والجميع "سمن على عسل"، بدون فائز أو منهزم، فقد أدركوا أن فريقهم الذي أصابه التيه منذ سنوات، يحتاج نكران الذات في هذه الظرفية بالضبط، قبل أن يأتي يوم ويصبح في خبر كان.