أماط داهي حرمة الله، رئيس جماعة بئر كندوز، النقاب عن الإختلالات التي تشوب قطاعي الصيد البحري والتجهيز، في كلمة ألقاها، باجتماع بولاية الداخلة، يوم أمس الثلاثاء، حضره الكاتبان العامان، لولاية الداخلة، وإقليم أوسرد، وعدة من ممثلي المجالس المنتخبة. وقال رئيس جماعة بئر كندوز، في كلمته في ذات الاجتماع، أن النموذج التنموي، بالأقاليم الجنوبية، يشهد خللاً، "يتصل بسوء التدبير وغياب تكافؤ الفرص، وهي عوامل مقلقة قد تسهم في المزيد من التفكك، الذي بدأ يعرفه النسيج الإجتماعي"، محذرا من فرضية ما قد يؤدي بذلك، "إلى فقدان الثقة في عمل المؤسسات وتكريس الفساد والنزاعات والهيمنة والاستفراد بالخيرات وإذكاء التوترات". وكشف حرمة الله، إلى أن "إقليم أوسرد وخصوصا جماعة بئر كندوز، تشهد مجموعة من الإختلالات القطاعية على مستوى قطاعين تنمويين هامي"“، موضحاً أنهما "قطاعي الصيد البحري أحد أهم الروافد الإقتصادية والإجتماعية وقطاع التجهيز المقوم الرئيسي للبنيات التحتية للتنمية المحلية المنشودة". وأكد حرمة الله، في ذات الكلمة التي حصلت "الدار" على نسخة منها، على أهمية قطاع الصيد البحري، ودوره الهام في الاقتصاد المحلي والوطني على السواء، مشيراً، أنه مصدر لخلق فرص حقيقية للشغل وتوفير الأمن الغذائي من الموارد البحرية، والرفع من الناتج الوطني والحفاظ على التوازن، وكذلك تنمية القطاعات الموازية للتصنيع والتصدير“. واستطرد، أنه، ”يتخبط في جملة من المشاكل، التي تحول دون تحريك عجلة الاقتصاد البحري، ومن ثم الاقتصاد الوطني، وذلك عن طريق تسويق الثروة السمكية داخل وخارج الأسواق الوطنية، ولعل أهمها إشكالية افتقارها إلى المرافق الضرورية من قبيل مراكز التخزين والتبريد والمداومة الأمنية“، مضيفاً أن ”التهريب والتلاعبات التي تشوب عملية تثمين المنتوج السمكي، يضيع على موارد الجماعة ملايين السنتيمات“. من جهة أخرى، وعلى مستوى قطاع التجهيز، ذكر حرمة الله، أن ”الموقع الإستراتيجي لجماعة بئر كندوز، حاضرة إقليم أوسرد على الطريق الوطنية رقم 1، الرابطة بين مدينة الداخلة والجماعة الترابية لبئر كندوز، والمؤدية إلى المعبر الحدودي الكركرات، وكذلك باعتبارها بوابة المملكة المغربية نحو إفريقيا يشكل معبرا تجارياً واقتصاديا واعدا“. وأكدت ذات الكلمة، ”أن الوضعية المزرية الراهنة لذات الطريق، لا ترقى لتطلعات النموذج التنموي الذي يحرص جلالة الملك على تنزيله بهذا الإقليم، ولا تتوفر على أبسط شروط الطريق الوطنية من صيانة وعلامات تشوير وزحف الرمال“. ”الأمر الذي كان موضوع عديد من المراسلات للمسؤول عن القطاع بالجهة، إلا أن الآذن الصماء للمدير الجهوي للتجهيز حالت دون التجاوب مع مطالب الجماعة بخصوص تهيئة وإصلاح هذه الطريق الحيوية لمواكبة التطور التجاري والإقتصادي الذي يعرفه هذا المحور، وكذلك بخصوص التلاعبات والممارسات المشبوهة التي تعرفها أشغال تهيئة ميناء الصيد لمهيريز الذي يعتبر من الروافد الأساسية الإقتصادية للإقليم، الذي رصدت له اِعتمادات مالية تناهز 200 مليون درهم، إلا أنه لم يرَ النور إلى حدود الساعة “، يضيف حرمة الله.