أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن عام 2024 شهد تطورات تاريخية في قضية الصحراء المغربية، بفضل التوجيهات السديدة والانخراط المباشر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وجاءت هذه الإنجازات لتعزز المكاسب الدبلوماسية للمملكة وتكرس الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. صرّح الوزير بأن فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، قد جددت اعترافها الرسمي بمغربية الصحراء من خلال رسالة بعثها رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون إلى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله. كما تم التأكيد على هذا الموقف خلال الزيارة الرسمية للرئيس ماكرون إلى الرباط في أكتوبر 2024، حيث ألقى خطابًا أمام البرلمان المغربي أشاد فيه بمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي للنزاع. أوضح بوريطة أن هناك زخمًا دوليًا متواصلاً لدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، خاصة داخل الاتحاد الأوروبي. انضمت أربع دول أوروبية جديدة لدعم المبادرة المغربية، وهي: سلوفينيا (يونيو 2024) فنلندا (أغسطس 2024) الدنمارك (سبتمبر 2024) إستونيا (نوفمبر 2024) وأشار إلى أن إجمالي الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي بلغ 113 دولة عبر العالم، بما في ذلك 20 دولة من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس تزايد التأييد الدولي للموقف المغربي. وفي معرض حديثه عن التراجع الدولي لدعم الكيان الوهمي، أكد الوزير أن كلًا من الإكوادور وبنما أعلنتا رسميًا تعليق اعترافهما بهذا الكيان في أكتوبر ونوفمبر 2024، على التوالي. وبهذا التراجع، لم يتبق سوى 28 دولة تعترف بالكيان الانفصالي، بعدما كان عددها يفوق 80 دولة في العقود الماضية. لأول مرة منذ أكثر من 22 عامًا، صادق البرلمان الأوروبي على قرار تاريخي يقضي بإلغاء مجموعة "الصحراء الغربية" من تركيبة البرلمان، التي ظلت جزءًا من أعماله خلال أربع دورات متتالية. وأكد الوزير بوريطة أن هذا القرار يعد إشارة قوية على دعم الاتحاد الأوروبي للمسار السياسي الذي يقوده المغرب تحت مظلة الأممالمتحدة. من جانبه، أشار الوزير إلى استمرار الدينامية الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية. ففي غشت 2024، افتتحت جمهورية تشاد قنصلية عامة بمدينة الداخلة، ليناهز عدد القنصليات في الأقاليم الجنوبية نحو 30 قنصلية، بما يمثل ما يقارب 40% من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي. اختتم ناصر بوريطة تصريحه بالتأكيد على أن المكاسب المحققة لعام 2024 تأتي بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والتي وضعت المغرب في موقع قوي إقليميًا ودوليًا. كما شدد على أن هذه التطورات تؤكد أن الحل الوحيد الواقعي والدائم لهذا النزاع الإقليمي المفتعل هو مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.