بدأت فرنسا صباح الأحد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، وسط توقعات بأن تؤدي هذه الجولة إلى تغيير كبير في المشهد السياسي الفرنسي، وربما تدفع اليمين المتطرف إلى السلطة. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة 6:00 بتوقيت غرينتش، بعدما أدلى الناخبون في بعض الأقاليم الفرنسية بأصواتهم. تحديات ومنافسة شرسة وصفت وكالة فرانس برس هذه الانتخابات بأنها تاريخية، إذ قد تسفر عن وصول اليمين المتطرف إلى السلطة أو إنتاج جمعية وطنية خارجة عن السيطرة. ورافق الانتخابات فترة من الصمت الانتخابي منذ مساء الجمعة، مما وضع حدًا للحملات الانتخابية وحظر نشر استطلاعات رأي جديدة. مراكز الاقتراع والمنافسة تفتح مراكز الاقتراع في المدن الكبرى حتى الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، لتصدر بعدها التقديرات الأولية. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة اشتداد المنافسة بين الكتل الثلاث: حزب التجمع الوطني وحلفاؤه من أقصى اليمين، وتحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" من اليسار، ومعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون من يمين الوسط. نتائج متوقعة وتحذيرات من المفاجآت تشير التوقعات إلى احتمال حصول اليمين المتطرف على ما بين 170 و210 مقاعد في الجمعية الوطنية الجديدة، بعيدًا عن الأغلبية المطلقة المحددة ب289 نائبًا، فيما تتبعهم "الجبهة الشعبية الجديدة" مع 155 إلى 185 مقعدًا، ومعسكر ماكرون بما بين 95 و125 مقعدًا. ومع ذلك، يلزم واضعو الاستطلاعات الحذر نظرًا للتوقعات بارتفاع نسبة المشاركة بشكل غير مسبوق منذ 25 عامًا. تكتيكات انتخابية ومعارضة شرسة سعياً لمنع تقدم التجمع الوطني، انسحب أكثر من مئتي مرشح من اليسار والوسط لتعزيز فرص خصومهم. ومع ذلك، يبقى من غير المؤكد ما إذا كان الناخبون سيتبعون توصيات الأحزاب التي يؤيدونها. حذر رئيس الوزراء غابريال أتال من خطر سيطرة اليمين المتطرف، معتبرًا أن هذا سيكون "مشروعًا كارثيًا". مخاوف دولية نددت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبن، بما وصفته ب"مناورات حزب واحد" يسعى للبقاء في السلطة رغم إرادة الشعب. وإذا نجحت في تحقيق أغلبية كافية، سيترأس جوردان بارديلا (28 عامًا) حكومة من اليمين المتطرف، مما أثار قلق دول أوروبية كبرى نظراً لمواقف حزبه المعادية للهجرة والاتحاد الأوروبي. رهان ماكرون الفاشل؟ دخل المشهد السياسي الفرنسي في حالة من الغموض بعد قرار ماكرون حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات مبكرة عقب فشل تكتله في الانتخابات الأوروبية. ويحتاج معسكر ماكرون إلى تحالف واسع يضم قسماً من اليسار واليمين المعادي للتجمع الوطني لممارسة الحكم. استعدادات أمنية مكثفة لمواجهة أي تجاوزات محتملة، سيتم نشر 30 ألف عنصر من الشرطة، خمسة آلاف منهم في باريس وحدها، لضمان استمرارية الدولة حتى تشكيل حكومة جديدة، في وقت تستعد فيه باريس لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية بعد ثلاثة أسابيع.