استمرار لموجة العنصرية التي تعرفها فرنسا؛ خاصة منذ مجيء الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الإيليزيه، ربط الصحفي، باسكال برو، بين انتشار "بق الفراش" في الأماكن العامة، والنظافة الشخصية للاجئين غير النظاميين بفرنسا. تصريح يعكس حدة العنصرية المتفاقمة في فرنسا؛ و التي تغدت على الخطابات العنصرية و التمييزية للرئيس ماكرون. باسكال برو، حاول النأي ببلاده عن الانتقادات التي وجهت إلى السلطات، مفضلا خلال برنامج على قناة "سي نيوز" المحلية، أمس الجمعة، ربط برود بين انتشار بق الفراش، وتزايد عدد المهاجرين غير النظاميين في فرنسا، مسوغا ذلك "بقلة نظافتهم الشخصية مقارنة بالمقيمين؛ بسبب التشرد وصعوبة الوصول للمرافق الصحية". تصريحات لم تكن لتمر، دون أن تثير موجة انتقادات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث استنكرت البرلمانية اليسارية، ماتليد بانو، عبر حسابها على منصة إكس، ربط النظافة بانتشار بق الفراش، قائلة، "إنه يفضل الطريق العنصري المختصر، ولو تغذّى بق الفراش على الهراء، فسيكون منزل باسكال برود موبوءا". كما ندّد البرلماني اليساري، فرانسوا بيكمال، بالتصريحات عبر حسابه على منصّة إكس، قائلا، "على عكس أوهام كراهية الأجانب التي يروج لها باسكال برود، يرتبط انتشار بق الفراش بالإفراط في السياحة، ونقص الاستثمار من قبل السلطات العامة". و اتهم البرلماني اليساري أوليفيي فور، في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس، قناة "سي نيوز" بنشر الأفكار العنصرية عنوة وبكل حرية. وقد شكّل تفشّي "بق الفراش" في الأماكن العامة ووسائل النقل، أزمة في العاصمة الفرنسية باريس، لدرجة توجه النائب الأول ببلدية باريس إيمانويل غريغوار، بنداء استغاثة لرئيسة الحكومة إليزابيث بورن، لمكافحة هذه الحشرات. من جانبها، عبرت الناشطة، نينا سيمون، عن غضبها من سؤال باسكال برود، قائلة، "عندما يحمل هذا الكاره برود الهجرة المسؤولية عن عودة ظهور بق الفراش.. النظافة لا علاقة لها بحقيقة الوباء تماما، كما هو الحال مع القمل، ولكن دعونا نتذكر أن الاستبدال العظيم يحدث الآن، وهو استبدال بالأغبياء السعداء". على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، اطلق روّاد منصات التواصل الاجتماعي، وسما بعنوان "punaisedelit#" أو بق الفراش، تنديدا بانتشار الحشرات وصعوبة التخلص منها، خاصة أن البلاد على أبواب تنظيم الألعاب الأولمبية الصيفية في 2024. هذا، و أعلن وزير النقل، كليمون بون، عن عقد اجتماع مع شركات النقل الأسبوع المقبل، لإعلامها بالتدابير، وتذكيرها بضرورة الحرص على خدمة المسافرين وتأمين حمايتهم. و يبدو من التصريحات العنصرية للصحفي، باسكال برود، و الانتقادات التي وجهت له، أن فرنسا تعاني حقا من"بقّ" العنصرية أكثر من "بقّ الفراش".