انطلقت يوم أمس، النسخة الثانية من القمة " الروسية الأفريقية " في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، والتي انعقدت على مدى يومي 27 و28 يوليو الجاري . و تأتي هذه القمة في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والدول الإفريقية ، و الارتقاء بها لمستوى جديد، و تعرف مشاركة عدد من قادة الدول الإفريقية، ورؤساء الحكومات كذلك، من بينهم عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية . ومن خلال هذه القمة التي تعرف مشاركة الدول الإفريقية ، وتعرف حظور 17 رئيسا ، بالإضافة إلى رؤساء مفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير ، تم استبعاد جبهة البوليساريو من المشاركة بشكل نهائي، ما شكل صدمة قوية لعسكر الجزائر، و جنوب افريقيا باعتبارهما ابرز حلفاء البوليساريو واشد اعداء الوحدة الترابية للمملكة. ورغم المحاولات المتكررة للجزائر وحلفائها داخل القارة الأفريقية بما في ذلك جنوب أفريقيا، لإقحام جبهة البوليساريو في مجموعة من الأحداث الإفريقية الدولية، إلا أن موسكو لم تكترث للأمر و وجهت دعوة رسمية لبقية دول القارة السمراء التي تتمتع باعتراف رسمي منها ، و تربطها بها علاقات ثنائية، و معترف بها من قبل الأممالمتحدة . بهذا القرار ، رسخت روسيا بشكل لا رجعة فيه مبدأ المشاركة المحصور في البلدان الأفريقية المعترف بها من قبل الأممالمتحدة، وهو مبدأ سيادي لا يشوبه غموض، ويتجلى بوضوح في جميع الوثائق التي تم اعتمادها في نهاية هذه القمة، لا سيما الإعلانات الأربعة وخطة العمل ، التي تحدد بشكل واضح وصريح شكل المشاركة. من جهة أخرى، فقد تم استخدام فقرة تمهيدية لجميع الوثائق الرسمية خلال هذه القمة ، بالاعتماد على الصياغة التالية: "نحن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الروسي والدول الأفريقية التي تعترف بها منظمة الأممالمتحدة (يشار إليها فيما يلي باسم الاتحاد الروسي والدول الأفريقية) و ممثلو الاتحاد الأفريقي ومنظمات التكامل الأفريقية الرائدة ". وهذا المبدأ المنصوص عليه رسمياً في الوثائق الرسمية لأعمال القمة الروسية الأفريقية الرفيعة المستوى، وهو ماأثبت بشكل واضح ونهائي ، أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي التي تعترف بها الأممالمتحدة والبالغ عددها 54 دولة فقط هي أعضاء في هذه القمة. يذكر أن هذه القمة هي الثانية التي اعتمدت نفس النهج، بعد الأولى التي عقدت في مدينة سوتشي الروسية، يومي 23 و24 أكتوبر 2019، حيث شاركت فيه أكثر من 6000 شخصية من روسيا، و104 دول وأقاليم. وحضر القمة كذلك 54 من قادة الدول الإفريقية، حيث تم توقيع 92 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تجاوزت تريليون روبل، كما عقد 569 اجتماعا خلال المنتدى برعاية مؤسسة "روس كونغرس" آنذاك .