أعرب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، اليوم السبت، عن أسفه لحالة "الإحباط الواضح" الذي يسود الضواحي الفرنسية، بعد الليلة الرابعة على التوالي من الاشتباكات التي أسفرت عن اعتقال أكثر من ألف شخص. وقال رئيس الدبلوماسية الإيطالية، الذي كان يتحدث على أمواج الإذاعة الإيطالية العامة، إنه "من الواضح أن هناك حالة من الإحباط، خاصة في الضواحي الفرنسية الكبيرة التي انفجرت بسبب هذه الحلقة الحزينة للغاية، والتي لم يكن من المفترض أن تحدث". وجدد السيد تاجاني التأكيد على التحذير الذي وجهته وزارته أمس الجمعة إلى المواطنين الإيطاليين في فرنسا، ودعاهم إلى "اتباع نصيحة الشرطة وعدم الاقتراب من مكان الاشتباكات". وتم اعتقال حوالي 994 شخصا، ليلة الجمعة- السبت في جميع أنحاء فرنسا، على هامش الليلة الرابعة من أعمال العنف والاشتباكات بين الشباب الغاضب، إثر مقتل قاصر بنيران الشرطة في نانتير، وقوات الأمن. وتركزت هذه الاضطرابات الجديدة بشكل خاص في مدن مرسيليا وليون وميتز وغرونوبل ونانتير وكولومب وبيرسان وكليشي-سو-بوا في ضاحية باريس. ووفقا لأرقام وزارة الداخلية، التي تناقلتها وسائل الإعلام صباح اليوم السبت، فقد تم الإبلاغ عن إشعال 2560 حريقا في الأماكن العامة، واحتراق 1350 مركبة، واحتراق أو تخريب 234 مبنى عام خلال هذه الاضطرابات، مع إصابة 72 من رجال الدرك والشرطة. وكانت الحكومة قد أعلنت، أمس الجمعة، عن تعزيزات إضافية لمواجهة تصاعد العنف المحتمل، بنشر 45 ألف عنصرا من قوات الأمن ومدرعات الدرك ومركبات (سانتور) و"مركبات الدرك المدرعة ذات العجلات" (VBRG)، مع استخدام الطائرات بدون طيار لالتقاط وتسجيل ونقل الصور في بعض بلديات "سين سانت ديني" و"هو دو سين". علاوة على ذلك، قررت السلطة التنفيذية إلغاء عدد من الأحداث الكبرى أو التي تستدعي جهودا وقد تشكل مخاطر للنظام العام، في حين فرضت عدة مدن حظر تجوال ليلي. وفي إطار هذه الاضطرابات العنيفة التي تهز فرنسا منذ الثلاثاء الماضي وتثير المخاوف من سيناريو مشابه لأحداث الشغب في الضواحي عام 2005، بعد وفاة شابين في كليشي-سو-بوا في ضاحية باريس، دعت عدة دول، بمن فيها الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، مواطنيها الذين يتواجدون في فرنسا أو يرغبون في السفر إلى البلاد إلى أخذ الحيطة وتجنب التجمعات. المصدر: الدار و م ع