في وقت تتواصل فيه الحرب في السودان منذ منتصف أبريل الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أعلنت الأممالمتحدة، أن حجم المساعدات التي يحتاج إليها السودان في المجال الإنساني وللاجئين، تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار. و أكدت الأممالمتحدة في مراجعة لخطتها من أجل السودان، أنها تحتاج إلى 2,6 مليار دولار – مقابل 1,75 مليار دولار في تقديرات دجنبر، و470,4 مليون دولار إضافية للاجئين الذين فروا من البلاد. وحذرت الأممالمتحدة بأن الجوع سيطال 19 مليون سوداني في غضون ستة أشهر، إذا استمرت الحرب، فيما بات البلد مهدداً بالانهيار، ما يثير قلق دول الجوار وسط الأزمات التي تعانيها هي نفسها. و أدت الحرب حتى الآن، إلى مصرع أكثر من 750 شخصاً وآلاف الجرحى، إضافة إلى قرابة مليون نازح ولاجئ، كما 45 مليون مواطن في الخوف، ويعانون أزمات غذائية تصل إلى حد الجوع. وضع إنساني كارثي بكل المقاييس، جعل ثلث سكان السودان، الذين كانوا قبل الحرب يعتمدون على المساعدة الغذائية الدولية، محرومين منها، فمخازن المنظمات الإنسانية تم نهبها، كما علقت العديد من هذه المنظمات عملها بعد مقتل 18 من موظفيها. أما الآمال التي كانت معقودة على مفاوضات جدة بالسعودية، لوقف إطلاق نار "إنساني" للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات، فلم تأتي بجديد يذكر، حيث لم يتم الاتفاق سوى على قواعد إنسانية بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال، وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات.