من قلب الجزائر، حققت الدبلوماسية المغربية انتصارات أخرى على مناورات الكابرانات، بفضل حنكة وحرفية ومهنية عالية شهد بها كل من حضر اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية. كان النظام العسكري الجزائري، يعول على استفزاز الوفد المغربي بقيادة وزير الخارجية، ناصر بوريطة، وارغامهم على مغادرة القمة، وترك كرسي المملكة شاغرا بين الوفود العربية المشاركة، لكن الوفد المغربي حافظ كما معهود فيه، على رباطة الجأش، وبرودة الأعصاب، وسجل موقفه بكل حرفية ومهنية، نالت استحسان واشادة جميع الوفود المشاركة في القمة. الإعلام الموالي لنظام الكابرانات، و الذباب الالكتروني، عمل على نشر اشاعات، و ادعاءات مغرضة تفيد بأن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد غادر مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر، إثر خلاف مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، قبل أن يتبين بأن هذا الخبر لا أساس له من الصحة، حيث ظل الوفد المغربي بقي داخل القاعة، واحتج على عدم احترام خارطة المغرب، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية، مما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار. ويعزى عدم مغادرة الوفد المغربي لقاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب، رغم الاستفزازات الجزائرية، التي شهدتها كل الوفود المشاركة، الى أنه ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي وفق التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس أن يغادر قاعة الاجتماعات، بل أن يدافع من داخل أروقة الاجتماعات على حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية. كما نجد ضمن المكتسبات التي حققها المغرب في هذه القمة، وضع النظام العسكري الجزائري، وبحضور الوفود العربية، أمام مسؤوليته التاريخية في دعم النظام الإيراني، المهدد للأمن القومي، ولأمن المغرب، والدول العربية، حينما فضح ناصر بوريطة، العلاقات المشبوهة بين الجزائر وايران، ورفض عراب النظام العسكري الجزائري، رمطان لعمامرة، إدراج نقطة نقطة تقدم بها ناصر بوريطة، طالب من خلالها إدراج تسليح إيران للبوليساريو بالدرونات واستهدافها للأراضي العربية سواء في الخليج أو المغرب ضمن جدول الأعمال. كما نجحت المملكة المغربية من خلال هذه القمة، أيضا، في كشف حجم العداء الذي يكنه كابرانات قصر "المرادية" للمغرب، ووحدته الترابية، بعد قيام قناة جزائرية، قدمت نفسها على أنها شريكة إعلامية لجامعة الدول العربية، ببتر الصحراء من خريطة المملكة، وهو الأمر الذي دفع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إلى إصدار بيان رسمي، نفت فيه بالبث والمطلق، أن يكون لها أي "شركاء إعلاميين" في تغطية أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين التي تُعقد بالجزائر، مشددة على عدم وجود صلة لها بأي مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة، وهو البيان، الذي وضع الجزائر في عزلة إقليمية، وكشف مخططاتها الدنيئة ضد المغرب، والبلدان العربية.