يتجه المغرب إلى تعميم التدريس باللغة الانجليزية، حيث من المرتقب إطلاق مشروع التدريس بها بجميع مستويات الإعدادي انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل، وفق ما أعلن عنه فؤاد شفيقي مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي أمس الثلاثاء بالقناة الثانية. وفي هذا السياق، اعتبر عبد الرزاق بن شريج، خبير تربوي، أن لغة التدريس ظلت دائما مطروحة بالمغرب، حيث كان النقاش حول اللغة التي يتم بها تدريس المواد العلمية، إذ كانت تدرس باللغة الفرنسية وبعدها تم تعريب المواد العلمية في المدرسة المغربية، ولم يتم بالموازاة تعريب التعليم العالي، وأصبح مشكلا عويصا أمام الطلبة لأنهم عندما يتوجهون إلى الجامعات أو المعاهد العليا يجدون كل المواد باللغة الفرنسية ما يجعلهم أمام إشكالية ضبط المصطلحات باللغة الفرنسية، وبهذا تم إفراغ التعريب من محتواه وأصبح هو المشكل الكبير. وأوضح بن شريج، في تصريح ل"الدار" أنه منذ خمس أو ست سنوات وانطلاقا من الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار التدريس من جديد، أصبح الحديث حول أن اللغة الفرنسية ليست لغة العلم وأنها لا تتطور وأن الانجليزية هي لغة العلم والتكنولوجيا، مشيرا إلى أنه بدأ الصراع بين عدة تيارات، بين الذي يرى أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية دستوريا، وبين من يرى أن الفرنسية هي التي ينبغي التدريس بها، وبين تيار انجلوساكسوني برز مؤخرا في عهد الوزير السابق، حيث بدأت بعض المواد العلمية تدرس بالانجليزية وأخرى بالفرنسية، ما خلق مشكل للتلاميذ. ويرى الخبير التربوي، أن الاتجاه نحو تدريس المواد العلمية بالانجليزية، سيتوقف من بعد لعدم توفر الشروط المناسبة لتطبيق ذلك ومنها عدم توفر الأساتذة المكونين، معتبر أن هذا سيخلق متاعب للأسر المغربية، مشددا على أن أي إصلاح للمنظومة التربوية تتطلب إبعاد المسؤولين الذين تسببوا في كل الإخفاقات والأزمات ومنها البرنامج الاستعجالي. يشار إلى أن شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كشف، سبق أن أعلن عن توسيع مجال تمكين التلاميذ من اللغة الإنجليزية على المستوى الاعدادي، وعن الرفع من حجم توظيف أساتذة اللغة الإنجليزية "، و" "تدريس المواد العلمية باللغة الإنجليزية بدل اللغة الفرنسية بشكل تدريجي، على أن يتم تهييئ الظروف المناسبة من أجل تعميم اللغة الإنجليزية وإنجاح هذه العملية والحفاظ على الجودة". وفي السياق ذاته، كشف اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عن إدخال وحدات جديدة باللغة الانجليزية، منها 10 إجازات جديدة و7 ماستر ودكتوراه في الطب باللغة الانجليزية (100 في المائة)، تم اعتمادها برسم الموسم الجامعي 20222023 ، و21 دبلوما باللغة الإنجليزية بالجامعات الخاصة والشريكة. وأوضح الوزير، ثلاث جامعات انخرطت في هذا البرنامج التجريبي لدعم القدرات اللغوية، حيث سيتم اختبار المؤهلات اللغوية عند الولوج واعتماد نمط التعليم الهجين الذي يجمع بين الدروس الحضورية بنسبة 30 في المائة ودروس عبر المنصة الرقمية بنسبة 70 في المائة.