حذر نحالون منضوون تحت لواء التنسيقية الوطنية للتنظيمات المهنية لمربي النحل، من استعمال أدوية محظورة في عدد من الدول الأوروبية، لمعالجة داء "الفارواز" الفتاك الذي تسبب في إبادة ملايين خلايا النحل بشكل غير مسبوق في المغرب. وتساءل النحالون عن كيفية معالجة هذه الخلايا، وإنقاذها من الهلاك، علما أن أكثر من 70 في المائة من خلايا النحل، تقول المصادر ذاتها ضاعت بسبب المرض الفتاك الذي حصل العام الماضي. وأوضحت، التنسيقية الوطنية للتنظيمات المهنية لمربي النحل، في بلاغ لها، توصل موقع "الدار" بنسخة منه، أن" وزارة الفلاحة ستوزع نفس الدواء الكيميائي للسنة الثالثة على التوالي، وهو "الأبيستان"، الذي أصبح طفيل "الفارواز" يشكل مقاومة لمادته الفعالة الفلوفالينات، بحيث أن المكتب الوطني للسلامة الصحية يدرك أن استعمال هذه الأدوية كل سنة يولد مقاومة لدى هذه القرديات، مع العلم أنه أصبح محظورا عند الدول الأوربية". ووصفت التنسيقية الوطنية للتنظيمات المهنية لمربي النحل ،الوضع الذي يعيشونه ب "المأساوي" في ظل ما أسمته " سوء التدبير المتخبط للقطاع"، خاصة وأن المرض الفتاك لم يتوقف نهائيا بحيث تم رصد بؤر جديدة مؤخرا، في الوقت الذي لم يتم الكشف عن سبب انهيار خلايا النحل، رغم أن الحكومة أعلنت السنة الماضية عن إرسال 23 ألف عينة لفرنسا من أجل تشخيص المرض. وأوردت التنسيقية في نص بلاغها، أنه لحد الساعة لم يتم " ضبط العدد الإجمالي لخلايا النحل الموجودة على أرض الواقع، إذ ذكر الناطق الرسمي للحكومة 900 ألف خلية، في حين أن مديرية سلاسل الإنتاج، وحسب آخر تسجيل قامت به الشهر الماضي، حددت الرقم في حوالي مليون و700 ألف خلية، مع العلم أن الإحصائيات الرسمية لوزارة الفلاحة سنة 2019 حصرت عدد خلايا النحل العصرية في 640 ألف خلية". وأوضح النحالون أنه بسبب ملايين الخلايا بشكل غير مسبوق في المغرب، خرج مربو النحل عن صمتهم وتحدثوا عن الإكراهات التي باتوا يتجرعونها بسبب هذا المشكل الذي يقولون أضحى يهدد مصدر عيشهم. ووصف أحد النحالين وضعم ب"السيء" بسبب انتشار هذا المرض الذي يصيب خلايا النحل، مؤكدا أن فرص النحالين بالانتقال الى مراعي جديدة بكل من طاطا و تارودانت لتعويض الخسائر التي تكبدوها جراء هذا الوضع، قد أصبحت قليلة بالمقارنة مع السابق. واستغرب المتحدث، ترك النحال يواجه اكراهات الجفاف واختفاء النحل وتراكم الديون والاوضاع المادية الصعبة . من جهتها عبرت التنسيقية عن استغرابها من تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس المتعلق بقرب انطلاق حملة وطنية لمكافحة "الفارواز"، موضحة أن هذه الحملة انطلقت منذ أزيد من 3 أسابيع بناء على مذكرة أصدرتها مديرية تنمية سلاسل الانتاج التابعة لوزارة الفلاحة يوم 12/09/2022 قبل أن تتوقف بسبب التخبط الحاصل في تدبيرها. يشار أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات سبق وأعلنت عن إعداد برنامج خاص لدعم مربي النحل المتضررين من هذه الظاهرة الغريبة في عدد من الجهات. ويشمل البرنامج تخصيص مبلغ 130 مليون درهم لدعم المربين لإعادة إعمار خلايا النحل المصابة عبر توزيع طوائف نحل جديدة بناءً على إحصاء سيتم إجراؤها في هذا الصدد، إضافة إلى القيام بحملة وطنية لمعالجة خلايا النحل. الجدير بالذكر أن مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أعلن الأسبوع الماضي عن إطلاق حملة وطنية ضد داء "الفرواز" خلال الأيام المقبلة، تشمل حوالي 900 ألف خلية نحل، وذلك بكلفة مالية تقدر ب 30 مليون درهم، مع وضع برنامج بغلاف مالي يبلغ 150 مليون درهم لفائدة مربي النحل في مجال التأطير والتكوين.