أجرى رئيس مجلس المستشارين، السيد النعم ميارة، اليوم الإثنين بمقر المجلس، مباحثات مع رئيسة برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، السيدة سيلفيا ديل روساريو غياكويو، التي تقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب. وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن السيد ميارة عبر، في مستهل هذا اللقاء، عن بالغ اعتزازه بمستوى العلاقات القائمة بين المجلس والبرلمان المغربي بصفة عامة وبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب الذي يتقاسم معه نفس الرؤى والتصورات "لاسيما بخصوص ضرورة تعميق التعاون جنوب-جنوب الذي يوليه المغرب اهتماما خاصا بتوجيهات سامية من جلالة الملك محمد السادس في إطار الحرص على تحقيق وإنجاز مهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية المشتركة". وفي هذا الإطار، أبرز السيد ميارة الدور الرئيسي للمنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية "أفرولاك" كفضاء متميز للحوار التفاعلي والنقاش المثمر، وآلية لتجسيد التعاون المشترك بينهما في الميادين الاقتصادية والاجتماعية لصالح شعوب هذا المنظمة البرلمانية المقبلة على انفتاح آخر على الدول العربية، خاصة دول الخليج، المرتقب مشاركتها، من موقع الملاحظة، في الاجتماع القادم للمنظمة. وبعدما ذك ر بالزيارة الناجحة التي قام بها لبنما خلال شهر فبراير الماضي والتي تميزت بتدشين "مكتبة محمد السادس" بمقر برلمان أمريكا اللاتينية، أبرز رئيس مجلس المستشارين، أن تفضل صاحب الجلالة بمنح اسمه الشريف لهذا الفضاء "هو خير عربون وتجسيد للعناية المولوية للتعاون مع دول أمريكا اللاتينية"، معبرا في هذا السياق عن التزام مجلس المستشارين بتوفير كامل الدعم لهذا الصرح العلمي لجعله منارة مشعة للثقافة المغربية، وفضاء لولوج العلم والمعرفة. وعبر السيد ميارة في هذا الصدد، عن اعتزازه بملتمس رئيسة برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، بتوسيع فضاء "مكتبة الملك محمد السادس" بما يليق "بحمل اسم جلالة الملك، بعد التدشين الأولي الذي كان بمثابة إعطاء الانطلاقة لترسيخ معلمة مغربية داخل مقر أكبر وأعرق تجمع برماني بأمريكا اللاتينية والكراييب". وفي سياق ذي صلة، اعتبر السيد ميارة أن تدشين فضاء السكريتاريا الخاصة بالمنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية "أفرولاك" بمقر مجلس المستشارين يومه الإثنين، يعتبر تجليا واضحا للدعم الذي يخص به هذه المنظمة البرلمانية، حتى يتأتى لها النهوض بأدوارها والإعداد الجيد لكل الأنشطة وبرامج التعاون المشتركة. ومن جهة أخرى، ثمن رئيس مجلس المستشارين عاليا المواقف المتميزة لبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، "النابعة من قيمه المحبة للسلم والسلام، إزاءالمغرب، كما هو الشأن بالنسبة للقرار الحازم للسلطات المغربية بفتح معبر الكركرات بالصحراء المغربية كإجراء طبيعي لضمان سلاسة المبادلات الإنسانية والتجارية"، مشيدا في نفس السياق بالمواقف الإيجابية للأرجنتين، البلد الذي تنحدر منه السيدة روساريو غياكويو، تجاه مختلف القضايا المغربية العادلة. من جانبها، أكدت رئيسة برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب على القواسم المشتركة التي تجمع شعوب أمريكا اللاتينية والشعب المغربي، وكذا التحديات والرهانات التي تواجهها، معربة عن إعجابها بما سجله المغرب في العقود الأخيرة من تقدم وتطور تكنولوجي وتكريس للحقوق الاجتماعية والحرص على جودة حياة المواطنين المغاربة، وغيرها من المكتسبات. وبعد أن تطرقت إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها منطقة أمريكا اللاتينية وما تشكله من ضغوطات تهدد السلم الاجتماعي، شددت السيدة غياكويو على أهمية إنشاء التحالفات البرلمانية، على غرار التحالف القائم بين أمريكا اللاتينية وإفريقيا، في تقاسم التجارب والممارسات الفضلى من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتقوية وصيانة المؤسسات. وأثنت في هذا الصدد على احتضان مجلس المستشارين للسكرتارية الخاصة بالمنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية، والتي سيكون لها دور كبير في تعزيز وتوطيد علاقات التعاون بين المنطقتين في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من خلال القيام بأعمال ملموسة لتجسيد طموحات الجانبين وإعطاء الشراكة بينهما مضمونا حقيقيا وفاعلا. ولدى تطرقها إلى تدشين "مكتبة محمد السادس" بمقر برلمان أمريكا اللاتينية، عبرت السيدة غياكويو عن تقديرها العميق لتفضل جلالة الملك بمنح اسمه الشريف لهذه المعلمة، مشيرة إلى المكانة الرفيعة التي يحظى بها صاحب الجلالة في أمريكا اللاتينية. وخلصت إلى التأكيد على أن العمل جار من أجل توقيع مذكرات تفاهم وتعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات العلمية العالمية كأوكسفورد، من أجل تمكين المكتبة من جميع المقومات والمستلزمات الضرورية لتكون رهن إشارة الطلبة وجمعيات المجتمع المدني ، وهي الجهود التي تتزامن مع تحضير هذا المنظمة البرلمانية الإقليمية لإنشاء "لجنة المستقبل" التي من مهامها الرئيسية القيام بدراسات استشرافية في كل ما يهم المنطقة. المصدر: الدار-وم ع