كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، عن قرب إطلاق دراسة جدوى متعلقة بإنجاز محطة تحلية مياه البحر بالشاطئ الأبيض بكلميم، والتي من شأنها أن تلبي حاجيات الماء الصالح للشرب بالإضافة إلى سقي أراضي فلاحية، وذلك بعدما تم اقتراح إدماج هذا المشروع في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي، جاء ذلك في جوابه على سؤال كتابي حول "مخطط الحكومة لتكثيف محطات تحلية مياه البحر". وأوضح بركة أن عدة محطات قيد الدراسة والتي تمت برمجتها وأهمها محطة جهة الدرار البيضاءسطات بسعة تقدر ب300 مليون متر مكعب في السنة، وأخرى في طور البلورة أو قيد الإنجاز بكل من مدن آسفي والداخلة وسيدي إفني والجهة الشرقية. وأضاف وزير التجهيز والماء أنه مع توالي سنوات الجفاف وبروز هشاشة بعض الأنظمة المائية في شمال ووسط المملكة وعن ضرورة تنويع مصادر التزود، حيث تم اللجوء إلى تحلية مياه البحر لتأمين تزويد العديد من المناطق بمياه الشرب والسقي ومنها مدينة الحسيمة وأكادير. وذكر المسؤول الحكومي أن المغرب اتجه منذ أواسط تسعينات القرن الماضي إلى تحلية ماء البحر لتزويد أقاليم الجنوب بالماء الشروب نظرا لضعف الموارد المائية التقليدية بها، وذلك عن طريق إنجاز محطات صغرى وأخرى متوسطة منها محطة مدينة العيون وبوجدور وطانطان. وتجدر الإشارة أن تحلية ماء البحر تأتي كحلول البديلة لزيادة العرض من الماء، حيث وضعت الوزارة كهدف لها بلوغ مليار م3 في السنة من المياه المحلاة في أفق 2050 عبر إنجاز حوالي 20 محطة لتحلية مياه البحر. يذكر أن المغرب، من بين الدول الأكثر هشاشة حيال تغير المناخ بفعل تعاقب فترات الجفاف الحاد والفيضانات، حيث يقدر حجم الموارد المائية الطبيعية في المغرب بحوالي 22 مليار م3، أي ما يعادل 606 م3 للفرد في السنة. ويتوقع انخفاض هذا المعدل إلى ما دون 560 م3 للفرد في السنة في أفق سنة 2030 بفعل التزايد السكاني.