في دجنبر 2019 بعد الموت المفاجئ للقايد صالح، تسلم سعيد شنقريحة، قيادة أركان الجيش الجزائري، في محاولة لوقف الحراك الشعبي الذي هز البلاد، حيث عمل الرجل على احاطة نفسه بحاشية مقربة من الجنرالات لا تأتمر سوى بأوامره، ومستعدة لتنفيذ سياسة "الأرض المحروقة". رأى سعيد شنقريحة النور سنة 1945 بمدينة بسكرة (75 سنة)، شارك في حرب المغرب سنة 1963، والحرب ضد إسرائيل سنتي 1967 و1973، وكان عضوا في سلاح المشاة خلالهما، قبل أن يتدرج في مختلف الرتب العسكرية، بداية بالعميد سنة 1998، واللواء سنة 2003. ظل الرجل وفيا لأسلوبه المعروف في قمع التظاهرات، والمعارضين لسياسته، حيث أشرف على عملية نقل السلطة، بعد إبعاد بوتفليقة عن كرسي الرئاسة، كما حاول تقديم نفسه على أنه الشخص الوحيد القادر على ضمان توازنات التيارات المتضاربة داخل المؤسسة العسكرية في الجارة الشرقية. رغم أن الاعلام الجزائري يحاول تقديمه كمنقذ للبلاد، الا أن سعيد شنقريحة، يحتفظ بلقب أحد أبرز رموز العشرية السوداء في الجزائر ، والقائد الفعلي للسلطة في البلاد، كما اشتغل على امتداد سنوات إلى جانب قيادة جبهة البوليساريو، إذ تولى قيادة المنطقة العسكرية الثالثة، (غير بعيدة عن الجنوب الشرقي المغربي سوى ب85 كيلومترا)، وعرف باشتغاله الكبير في مجال الدبابات العسكرية والمدرعات الحربية، على امتداد فترة عمله بالجيش الوطني الجزائري. عرف عن شنقريحة تورطه في اراقة دماء عدد من الأبرياء، خلال عمله بالفرقة الثامنة بالغرب الجزائري، أثناء فترة حرب العسكر على الإرهاب، المعروفة ب"العشرية السوداء"، كما ارتكب شنقريحة في عام 1994، عندما كان لا يزال مجرد كولونيل، جريمة بدم بارد أمام جنوده، حينما أعدم دون سبب رجلا مدنيا أعزل من جمهورية القبايل برصاصة في الرأس، في جريمة تم ذكر تفاصيلها في كتاب نشر في عام 2001 تحت عنوان الحرب القذرة" لمؤلفه حبيب سويدية، ضابط سابق في الجيش الجزائري. الحقد الدفين لسعيد شنقريحة على المغرب، و الصحراء المغربية دفعه في مرات عديدة الى اطلاق تصريحات وصف فيها المملكة ب"العدو الكلاسيكي" و "المحتل" للصحراء، حيث دعم سنة 2016، علانية "حق جبهة البوليساريو في تأسيس دولة مستقلة على أرض الصحراء"، كما أطلق تصريحات معادية للمغرب في المؤتمر التاسع للأمن الدولي بروسيا، الذي أعلن فيه دعمه لإرهابيي "البوليساريو"، وعداءه الدفين للمغرب. ويرأس سعيد شنقريحة، الملطخة يداه بجرائم نكراء، اليوم الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر، الى جانب جنرالان آخران، يشكلان مع شنقريحة الثلاثي الذي يحكم الجزائر حاليا وهما: خالد نزار، ومحمد مدين، المعروفان باسم توفيق، وكلهم يسيرون بالجزائر نحو الهاوية.