كشف دبلوماسي مغربي رفيع قبل أيام عن احتمال تواطؤ أربعة جنرالات من «بلد مغاربي» في تسهيل وصول زعيم جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر ابراهيم غالي الاراضي الاسبانية. مؤشر جوهري يؤكد من جهة دور المؤسسة العسكرية النافذة بالجزائر بقيادة الجنرال السعيد شنقريحة في الازمة الدبلوماسية المتفاقمة بين المغرب و اسبانيا , يفضح حرب المواقع الطاحنة بين الجنرالات بقلب النظام الجزائري و التي تشكل خلفية لفهم مبررات حلقات المناورات و المؤامرات المتتالية على المصالح المغربية العليا بطريقة منهجية تخفي معالم غابة الفساد المستشرية في قلب المؤسسة المتحكمة في مصير البلد الجار و توجه الرأي العام المحلي بالجزائر بشكل مسترسل و متكرر نحو الأعداء الخارجيين التقليديين أعداء بلد المليون و نصف مليون شهيد .
تجليات حرب الجنرالات الطاحنة التي بلغت ذروتها مع الشروع في تصفية تركة الجنرال الراحل في ظروف تثير العديد من الألغاز قايد صالح من طرف خليفته شنقريحة المتحكم من حينه في مصير البلاد بقبضة من حديد و تسخير رئاسة الجمهورية لتنفيد مخططات إزالة اتباع قايد صالح من رقعة التأثير السياسي في الجزائر .
نهاية الأسبوع الفارط أدان مجلس الاستئناف العسكري بالبليدة بالضاحية الجنوبية للعاصمة ، اللواء المتقاعد عبد الرزاق الشريف قائد الناحية العسكرية الرابعة سابقا ب15 سنة حبسا نافذا، مع حجز جميع أملاكه.
و منذ تولي تبون رئاسة الجمهورية، سلسلة من الإعفاءات والاعتقالات والمحاكمات في صفوف عسكريين وأمنيين سابقين في مقابل تبييض صفحة الضباط السامين المعارضين سابقا لسياسة الراحل قايد صالح التحكمية , و على رأسهم جنرال العشرية الدموية خالد نزال العائد الى الجزائر من منفاه باسبانيا قبل أشهر على متن طائرة رئاسية , رغم أنه موضوع مذكرة بحث و توقيف منذ سنوات من طرف العدالة الجزائرية المدنية منها والعسكرية .
الحرب داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية بالجزائرستتواصل مع قرار مفاجئ للرئيس تبون القائد الأعلى للقوات المسلحة الصيف الماضي بإزاحة اللواء النافذ منذ عقود حميد بومعيزة، عن قيادة القوات الجوية.. منتصف الأسبوع الماضي كشفت تقارير إعلامية جزائرية أن مدير المركز الوطني للأرشيف العسكري الجنرال الهادي عمي قد توفي أثناء التحقيق معه في تهمة تسريب خبر عملية تهريب زعيم انفصالي البوليساريو إبراهيم غالي الى إسبانيا.
موقع الجزائر تايمز أكد أن اللواء شنقريحة كان قد أعلن عزم المؤسسة العسكرية إحالة الكثير من الجنرالات إلى التحقيق على ضوء تسريب المعلومات.
و تقاطعا مع هذا يكشف ذات المصدر كانت الاستخبارات المغربية قد فضحت في وقت سابق تورط أربع جنرالات في عملية تهريب إبراهيم غالي .
أسبوعا فقط بعد عودة الرئيس من رحلة العلاج للتخلص من فيروس كورونا قبل بداية السنة الجارية التي استغرقت شهرين كاملين بالعاصمة الألمانية برلين, سيقيل تبون قائد القوات البحرية الجنرال محمد العربي حولي من منصبه، دون إعلان القرار، فيما سيشرف يومين بعد ذلك وزير الدفاع ، الفريق السعيد شنقريحة على حفل التنصيب الرسمي للواء محفوظ بن مداح، قائدا للقوات البحرية بالنيابة لسابع قوة بحرية في حوض المتوسط تلاها إقالة اللواء حميد بومعيزة قائد القوات الجوية، دون الإعلان عن تعيين بديل له
حرب كسر العظام بين أباطرة القيادة العسكرية الجزائرية ستأخد منحى التصفيات بعد العثور بداية السنة الجارية على جثة مدير القضاء العسكري الجنرال عمار بوسيس داخل سيارته الخاصة متوفيا في ظروف غامضة بعد غضبه من تعيين عقيد مغمور بدله , ليلي حادث الانتحا المريب مهمة تحييد مدير جهاز الأمن الداخلي الجنرال واسيني بوعزة الذي أوقف من داخل مكتبه الوظيفي بواسطة كومندو عسكري مدجج بالسلاح شهرين فقط بعد تنصيبه من طرف قايد صالح و تكليفه بإدارة ملف الحراك الداخلي بيد من حديد , قبل أن تنطق في حقه محكمة عسكرية قبل سنة بثمان سنوات سجنا بتهمة إهانة هيئة نظامية، التزوير و حيازة سلاح ناري وذخيرة حربية,
و كان الجنرال «المنتحر « قد أعفي من مهامه سنة قبل ذلك و لم يهضم حينها خطوة تعيين عقيد مغمور بدلا عنه .
المعلومات المتسربة من الجزائر تؤكد عزم الجنرال شنقريحة على تحييد آخر رجالات مرحلة قايد صالح اللواء عبد الحميد لغريس الذي عينه القايد قبل وفاته أمينا عاما لوزارة الدفاع الوطني خلفا للواء محمد زناغري الذي أحيل بدوره على التقاعد و تؤكد التسريبات أن الجنرال العائد بقوة خالد نزار و علبته السوداء الجنرال توفيق مدين يشددان على ضرورة تصفية تركة القائد السابق للأركان قبل انخراطهم في مخططات تشتتيت جهود وقوة المعارضة التي تحتل منذ سنتين على الأقل الشارع الجزائري و اخماد شعلة الحراك الداخلي و استعادة موقع و نفوذ الجزائر الإقليمي و الدولي بعد أن تعرض للعديد من الهزات منذ نهاية سنوات الجمر و الدم .
مسلسل الاقالات و التعيينات و التصفيات المفاجئة على رأس أبرز أركان الجيش الجزائري حامي و عراب النظام الجزائري سيكشف ما تردد في الصالونات المغلقة منذ تنحي الرئيس المخلوع بوتفليقة شهر أبريل 2019 ,عن حرب المواقع و تصفية الحسابات بالمطبخ الداخلي للمؤسسة العسكرية النافذة و المتحكمة في مصير البلاد .
نزعة شنقريحة الانتقامية ستتزامن مع حديث في الكواليس الجزائرية عن غضبة مدوية لرئيس الأركان بعد نجاح أجهزة الاستعلامات الخارجية المغربية في الكشف عن مخطط تهريب الزعيم الإرهابي المدعو غالي و فشل دائرة الاستعلام والأمن التابعة للجيش الجزائري في تأمين عملية تهريب الزعيم الانفصالي و هو سلوك انهزامس يبرر المضي قدما و بدون هوادة في مسلسل تصفية الحسابات القديمة و الجديدة مع أقطاب القيادة العسكرية من الضباط السامين الذي ما زالوا لم يدخلو طواعية بيت الطاعة المطلقة للجنرال القوي و المستحوذ على مفاتيح قصر المرادية شنقريحة .