رئاسة مجلس الرباط-سلا-القنيطرة ليس صدفة بالنسبة للسيد رشيد العبدي الذي تعتبر مهمته الجديدة امتدادا لتجربة سابقة داخل المؤسسة التشريعية. وهذا الرجل الذي تقدم لاستحقاقات 8 شتنبر تحت مظلة حزب الأصالة والمعاصرة، ولج عالم السياسة منذ عشر سنوات من باب الدائرة الانتخابية سلا-المدينة التي كانت تعتبر لفترة طويلة معقلا لتشكيل سياسي منافس، ألا وهو حزب العدالة والتنمية. وفي خضم خوضه لمنافسة انتخابية شرسة قبل عقد من الزمن، أجبر السيد العبدي على العمل في اتجاه استهداف التجمعات بمختلف أنواعها وشرائحها بغرض إقناع المواطنين ببرنامجه الانتخابي. فكان أن ظفر بمقعد برلماني في ولايته الأولى بمجلس النواب في استحقاقات 25 نونبر 2011. والسيناريو ذاته تكرر خلال انتخابات 2016 التي انتزع خلالها ولاية جديدة كعضو برلماني عن دائرة سلا-المدينة. ومع قرب انتهاء الولاية من خمس سنوات (2016-2021) ، وبالضبط في أبريل ، عين هذا النائب رئيسا للفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب. وقد جعل السيد العبدي ، وهو رجل أعمال وله معرفة بمجال الصفقات العمومية ، من الشفافية أولوية في المراقبة التشريعية للعمل الحكومي. وهي دينامية مكنته من رئاسة المهمة الاستطلاعية التي أطلقتها لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب بشأن "العقود العامة الممنوحة من وزارة الصحة في إطار مكافحة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)". وخلال تلك الولايتين، ساهم السيد رشيد العبدي في تنفيذ سلسلة من المبادرات في إطار الدبلوماسية الموازية على المستوى المغاربي والإفريقي، فضل ا عن المساهمة في التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وفي الدفاع عن هوية القدس الشريف. ولأن القاعدة تقول بأنه لا يجب تغيير الفريق الذي يفوز، فإن هذا السياسي الذي يناضل تحت يافطة حزب الأصالة والمعاصرة ذي المرجعية الليبرالية، قد حمل ، مرة أخرى ، فوق أكتاف أنصاره بسلا-المدينة غداة انتخابات ثامن شتنبر 2021. ومن شأن دراسته الجامعية وخبراته في إدارة الأعمال أن يمكنه من المساعدة على تجسيد المفهوم الجديد للجهوية. ومن ثم إضفاء نفس جديد في مشاريع التنمية المحلية حتى تتمكن الرباط والجهة التي تنتمي إليها ككل من تبوء المكانة الأليق بها. والسيد رشيد العبدي المزداد بسلا سنة 1972، والحاصل على دبلوم الدراسات العليا التجارية بموريال سنة 1996، مؤسس مشارك ومسير لمجموعة "الجيل الجديد". وقد انتخب في 18 شتنبر الجاري رئيسا لمجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة بعد أن كان مرشحا وحيدا لهذا المنصب، حيث حصل على 63 صوتا مقابل معارضة ثلاثة أعضاء وامتناع أربعة آخرين عن التصويت. وقال في تصريح للصحافة بعد انتخابه رئيسا للجهة، إن عملية التصويت مرت في جو ديمقراطي، وفي إطار تفاهم مؤسساتي مسبق. وتابع السيد العبدي أن الجهة تواجهها تحديات كبيرة، خاصة أن المغرب شهد أزمة اقتصادية جراء وباء (كوفيد-19)، مضيفا أن الكفاءات داخل هذه الجهة ستعمل ، في إطار تشاركي ، من أجل رفع هذه التحديات والانكباب على ملفات تهم على الخصوص الاستثمارات العمومية والخاصة والتشغيل والبنيات التحتية الأساسية. المصدر: الدار-وم ع