في وقت يشتد فيه الخناق على زعيمها، إبراهيم غالي، الذي أصبح المطلوب رقم واحد لدى الجمعيات والمنظمات الحقوقية، تحاول جبهة "البوليساريو" الانفصالية تصدير أزمتها الداخلية المتأزمة، وتكالب النوائب عليها من كل جانب، من خلال دفع أنصارها في البرلمان الأوروبي إلى تنظيم ندوة افتراضية لمناقشة "انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء". وكعادتها حاولت وكالة الأنباء الجزائرية، التطبيل لهذه الندوة، من خلال التأكيد على أنها من تنظيم "المجموعة المشتركة للصحراء الغربية في البرلمان الأوروبي" تحت عنوان "أزمة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية: ما هو رد المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي؟". وسيرا على ما جرت به العادة في مثل هذه الندوات، ستشارك في الندوة مؤسسة روبرت كينيدي المعروفة بدعمها لأطروحة الجبهة الانفصالية، كما سيشارك فيها عدد من انفصالي الداخل وفي مقدمتهم سلطانة خيا، ومحجوب مليحة. وأكد منتدى "فورساتين" لدعم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، أن جبهة "البوليساريو" تعيش منذ مدة على وقع تخبط غير مسبوق، انعكس على واقع الحياة اليومية بالمخيمات، ولم يعد سرا أن جبهة البوليساريو تسير لوحدها، هذا إن كانت تسير أصلا. وأشار المنتدى الى أن "مرض غالي، وغيابه، وتجدد المطالب بمحاكمته، شكل أزمة وفراغا قاتلا، كما أن غياب ابراهيم غالي، لم يكن سببا وحيدا، فالوضع تأزم بغياب من يخلفه، نظير الصراعات بين الرفاق، تلاها ظهور أعراض الكورونا بين غالبية المعنيين بتسيير المخيمات، وهو ما عنى الكثير ، وحتى التفويض والتكليف بالمهام ، لم يعد ممكنا بسبب تأخر تفعيله، وبسبب السياسات المتلاحقة لجبهة البوليساريو التي اعتادت جمع السلط بمختلف أنواعها في يد القيادة، ولا أحد غير القيادة. وأوضح المنتدى أن " الجزائر التي تدير المشهد من خلف القيادة، لم تجد شعرة التواصل المباشرة لتبرير التدخل وهي التي كانت تحرك كل شيء دون أن تظهر في المشهد، عبر رجالاتها من القيادة ممن يكتمون عنها ما تريد، ويتسترون على إشرافها الكلي لتفاصيل المخيمات، ويعززون من روايتها على الأقل ظاهريا بكونها بعيدة عن المخيمات ولا يد لها فيما يحدث داخلها".