أصدر منتدى "فورساتين" لدعم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، بيانا كشف فيه حجم التخبط غير المسبوق الذي تعيشه جبهة "البوليساريو" الانفصالية، منذ مدة تعكس على واقع الحياة اليومية بالمخيمات، متسائلا من يقود الجبهة بعد مرض إبراهيم غالي، الملاحق بتهم خطيرة أهمها الاغتصاب والتعذيب. وفيما يلي بيان المنتدى: #من_يقود_جبهة_البوليساريو ؟؟ منذ مدة تعيش جبهة البوليساريو، على وقع تخبط غير مسبوق، انعكس على واقع الحياة اليومية بالمخيمات، ولم يعد سرا أن جبهة البوليساريو تسير لوحدها، هذا إن كانت تسير أصلا. مرض غالي، وغيابه شكل أزمة وفراغا قاتلا، قبل ظهوره المتأخر الذي شكل هو الآخر (الظهور) أزمة أخرى، بعد تأكد غيابه الطويل، واحتمال عدم عودته أصلا ولو بنسبة قليلة. لم يكن غياب ابراهيم غالي، سببا وحيدا، فالوضع تأزم بغياب من يخلفه، نظير الصراعات بين الرفاق، تلاها ظهور أعراض الكورونا بين غالبية المعنيين بتسيير المخيمات، وهو ما عنى الكثير ، وحتى التفويض والتكليف بالمهام، لم يعد ممكنا بسبب تأخر تفعيله، وبسبب السياسات المتلاحقة لجبهة البوليساريو التي اعتادت جمع السلط بمختلف أنواعها في يد القيادة، ولا أحد غير القيادة. الجزائر التي تدير المشهد من خلف القيادة، لم تجد شعرة التواصل المباشرة لتبرير التدخل وهي التي كانت تحرك كل شيء دون أن تظهر في المشهد، عبر رجالاتها من القيادة ممن يكتمون عنها ما تريد، ويتسترون على إشرافها الكلي لتفاصيل المخيمات، ويعززون من روايتها على الأقل ظاهريا بكونها بعيدة عن المخيمات ولا يد لها فيما يحدث داخلها. لم تستطع الجزائر تمثيل دور اللامعني طويلا، حين وجدت المخيمات تموج في بحر من الفوضى، بدون ربان ولا حتى طاقم مساعد، لكن الجزائر لم تحسب – وهي التي تحسب على الصحراويين أنفاسهم بالمخيمات – لهذا الطارئ، فانشغلت بإصلاح ما يمكن إصلاحه، وسعت لتولي القيادة بنفسها، فظهرت لأول مرة وبشكل علني تحركات مكثفة بالمخيمات لعناصر جزائرية، واتصلت شخصيات جزائرية أمنية مغمورة بعدد من المسؤولين الثانويين بجبهة البوليساريو، لحثهم على إتمام تسيير القطاعات التي يشتغلون بها، فبدأ المسؤولون الصحراويون، من هؤلاء المتصلين؟، ولماذا يتصلون؟، وما هي صفتهم؟. انتشرت الأخبار بالمخيمات على مستوى الأطر، فبدأت التساؤلات المشروعة، هل هذا انقلاب؟، هل هو تحضير لإزالة القيادة الحالية؟، لم يستطع أحد الإجابة، ولم تخرج جهة الاتصال (العناصر الجزائرية) عبر أي قناة أو وسيلة ممكنة قادرة على شرح الخطة البديلة للجزائر بالمخيمات. لا تستغربوا ؟، الجزائر عجزت عن لملمة الفوضى، والسبب أنها كانت تعول على القيادة وعلى عناصر موثوقة من القيادة نفسها دون الآخرين، ولم تظن يوما أنها ستكون مضطرة للتعامل مع أطر أو عناصر عادية، لأنها لم تحسب أصلا غياب القيادة دون تحضير خليفة منذ وقت طويل، وهو أمر بديهي، ويستدعي تواصلا مباشرا مع القيادات البديلة، وتحضيرها بشكل جيد، وتكوينها بما يتناسب والمهمة السامية لموظفي جبهة البوليساريو داخل النظام الجزائري. لكن ما حدث، يعتبر طارئا، أن يمرض رئيس البوليساريو أمر عادي، ويمكن حل المشاكل في غيابه، بالتواصل مع من تبقى من القيادة، لكن أن يمرض غالبية القيادة، ومن بقي سالما ليس محل ثقة، وجبهة البوليساريو (الدولة المسيرة عن بعد) تتخبط في الفوضى، والملفات المطروحة كبيرة ومهمة والظرفية حساسة، والحرب، والمبعوث الأممي، وغيرها من الملفات الحساسة التي تستدعي رجالات تفهم الملفات، ومحل ثقة الجزائر لتواصل يومي غير علني، يتوافق وما تروج له الجزائر من حيادية لا وجود لها في أرض الواقع. لهذا وجد النظام الجزائري نفسه مضطرا للتعامل مع شخصيات ثانوية، لم تكن مطروحة ولا مبرمجة، وحتى إن كان بعضها يحضر للمستقبل المتوسط، لكنه غير معني بتسيير المرحلة، وليس له من المقومات المسموحة. لكن الظرفية الخطيرة، والمرحلة الحساسة للجبهة، وبروز أثر غياب القيادة، وتذمر ساكنة المخيمات، عجل ببحث مستعجل عن تواصل فوري لا يقبل التأجيل مع شخصيات مفترض فيها تدبير المرحلة، في انتظار عودة القيادة أو من يعود منها. الجزائر تأخرت وانتظرت وقتا طويلا لشفاء بعض القادة، ولم يكن في صالحها ذلك الغياب، فاضطرت لتطبيق الخطة البديلة والتواصل مع شخصيات جديدة، وهو ما وصل لعموم الناس، بسبب عدم تأطير تلك الشخصيات، وعدم فهمها واستيعابها لحساسية المرحلة، فكانت المصيبة التي كشفت عن سر من أسرار التسيير الجزائري للمخيمات منذ نشأة جبهة البوليساريو. التحرك الجزائري بالمخيمات، انطلق في بداياته بتحركات طبية لإجلاء المصابين من القيادة، وفرض تعتيم على خبر إصابتهم وحالتهم الصحية، وأماكن تواجدهم، لكن توالي إصابة القيادات البارزة، فرض التنسيق مع شخصيات غير … معالمه تتضح، بكثرة المتدخلين، والخرجات المفاجئة لكثير من الأطراف في نفس الوقت، وأحيانا في نفس الموضوع، وظهرت بيانات مختلفة كل جهة تصدر بيانها، مبعوث الجبهة بالأمم المتحدة يصدر بيانا حول اجتماع مجلس الأمن، وزير الخارجية يخرج ببيان، الأمانة العامة تخرج أكثر من بيان بلا سبب وبلا معنى، أمانة التنظيم السياسي تصدر بيانا، وزارة الداخلية، وبيان الرئاسة، ممثلية الجبهة باسبانيا، ممثل الجبهة بالاتحاد الأوروبي، هذا دون ذكر البيانات الخاصة بالقطاعات، والمناشير والدوريات، وحتى إذاعة البوليساريو ارتبكت وأصبحت تغطياتها متأخرة، وأصبحت الأخبار المتعلقة بأنشطة عناصر الجبهة لا تصل الى الإعلام إلا بعد يومين أو ثلاثة، تأخير في تأخير، ربما انتظار للسماح بالنشر، وربما انشغال كل شخص بالفوضى التي يراها بمختلف أركان البوليساريو، فيلهيه ذلك عن ما يعنيه من تلك الجبهة، في ظل غياب جهة مخاطبة ومسؤولة. لهذا ظهرت الجزائر، وربما ساهم ذلك الظهور في الفوضى أيضا، لكنه ظهور كارثي أمنيا، حيث فضح أمورا تنسيقية أمنية كانت تحاك في الخفاء، فصار جزء منها محل نقاش واسع بالمخيمات. خرج وزير الخارجية التابع لجبهة البوليساريو خرجة إعلامية، دون سابق إنذار، ليجيب في حوار تلفزيوني مع صحفي لم يلق أي أسئلة تذكر، وكأنه حضر لمجرد تأثيث المشهد، حيث بدا أن البرنامج برمج في هذا الوقت بالذات ليجيب عن كثير من الأسئلة التي انبثقت عن النقاش الواسع بالمخيمات، ولهذا رأيتموه في البرنامج يقلل من غياب ابراهيم غالي، ويكرر مرات أن الجبهة ماضية، ويمكنها أن تمضي ولو ماتت القيادة كلها، ورأيتموه أيضا يدافع عن الجزائر، ويدعوا الى تقبلها وعدم التنغيص عليها، أو تعكير صفوها، وأن يظل ساكنة المخيمات حذرين حتى لا يؤذوها، أو يكونوا سببا في جلب المشاكل لها، كما رأيتموه يبرر موضوع التراخيص، وأسباب التضييق الأمني على المخيمات وعدم السماح بالخروج منها، كما رأيتموه أيضا يدعو الى وحدة الصف، ويدعوا الى أشياء أخرى لم تكن في واقع الحال سوى إجابة لأسئلة كثيرة تروج في أذهان ساكنة المخيمات. لكنكم قطعا لم تروا وزير الداخلية، وهو يعمم مناشير على كل المخيمات، بضرورة حظر ومنع نشر أي أخبار تخص المخيمات، وبلغ الحظر مستوى خطير لم تشهده المخيمات قبلا، وهو أن كل أشكال النشر ممنوعة من طرف الساكنة، والأهم أن أي تسجيل صوتي صادر عن أي مواطن من ساكنة المخيمات موجه لمجموعة في الواتساب، ينبغي أن يطلع عليه رئيس الدائرة التي يتبع لها قبل أن ينشره صاحبه، وأن كل مخالف للأمر سيعرض نفسه لعقوبات ومساءلة. لم تروا طبعا وزير الداخلية يعمم منشوره، وهو أيضا يطبق أوامر جزائرية غايتها محاصرة الأخبار الخارجة عن المخيمات، ليس حصارا للمخيمات لأنها محاصرة أصلا، ولكن حصارا لخروج محتمل لأي معلومة تفيد بتحرك جزائري بالمخيمات، يفضح نيابة الجزائر الدولة عن القيادة الموظفة، التي كانت تشتغل لديها، ولو الى حين.