أكدت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة لها، اليوم الأربعاء 21 أبريل 2021، أن النساء يتعرضن أكثر للعنف في جميع فضاءات العيش وبمختلف أشكاله. وأظهرت مذكرة المندوبية حول "تمييز العنف بين النساء والرجال والتصورات الذكورية للعنف"، أنه حسب نوع العنف، فإن الفارق بين معدلات انتشار العنف الذي تتعرض له المرأة والرجل هو 13 نقطة بالنسبة للعنف الاقتصادي، و12 نقطة بالنسبة للعنف الجنسي، و10 نقاط بالنسبة للعنف النفسي، ونقطتان بالنسبة للعنف الجسدي. وفي هذ الصدد، أشارت الى أن هذا الفارق يصل، حسب مجال العيش، إلى 16 نقطة في الفضاء الزوجي، و11 نقطة بالنسبة لمؤسسات التعليم والتكوين، و7 نقاط في الفضاء العائلي، و3 نقاط في الأماكن العامة، مضيفة أنه بالنسبة لمكان العمل، فان " معدل انتشار العنف بين الرجال يفوق بنقطة واحدة معدل انتشار العنف بين النساء". كما كشفت المذكرة، أيضا أن "الفضاء الزوجي هو الفضاء المعيشي الأكثر اتساما بالعنف بالنسبة لكل من النساء والرجال، حيث إن 53٪ من جميع أشكال العنف التي تتعرض لها النساء، و39٪ من جميع أشكال العنف لدى الرجال مرتكبة من طرف الشريك(ة) الحميم(ة). من جهة أخرى، أوضحت المذكرة أنه من بين جميع أشكال العنف، يبقى العنف النفسي هو الشكل الأكثر انتشارا، حيث يمثل 54٪ من جميع أشكال العنف التي تتعرض لها النساء، و73٪ من العنف الذي يعاني منه الرجال. وفي هذا الصدد، ذكرت المندوبية أن نتائج البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال لسنة 2019، أظهرت أن 50٪ من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و74 سنة قد تعرضوا إلى فعل عنف واحد على الأقل خلال الاثني عشر شهرا التي سبقت البحث، 57 ٪ من بين النساء و42٪ من بين الرجال. من جانب آخر، أظهرت معطيات مذكرة المندوبية السامية للتخطيط، أن الرجال ذوي المستويات التعليمية المتقدمة أكثر إدراكا للعنف النفسي مقارنة بالآخرين؛ 24٪ بين ذوي المستوى التعليمي العالي مقابل 17٪ من ذوي المستويات الأخرى. أما في ما يتعلق بتصورات العنف حسب فضاءات العيش الأكثر عرضة للعنف، فرغم أن الفضاء الزوجي هو الأكثر عنفا من حيث معدل الانتشار، إلا أنه ينظر إليه على هذا النحو من قبل 21 ٪ من الرجال فقط، فيما يعتبرون الأماكن العامة هي الفضاء الأكثر عرضة للعنف (58٪). ووفقا لتصورات الرجال، تشير ذات المذكرة، فالأماكن العامة هي التي شهدت زيادة ملحوظة للعنف على مدى السنوات الخمس الماضية إذ يعتقد أكثر من 78٪ من الرجال أن العنف قد ازداد في هذا الفضاء (79٪ في الوسط الحضري و75٪ في الوسط القروي). كما يأتي السياق الزوجي في المرتبة الثانية من حيث زيادة العنف حسب 58٪ من الرجال (59٪ في الوسط الحضري و55٪ في الوسط القروي). ويلاحظ تزايد العنف الزوجي، بشكل خاص، من قبل الرجال المطلقين (64٪) والذين تتراوح أعمارهم بين 45 و59 سنة (61٪). وأوضحت المذكرة أن هذه الفجوة بين تجارب وتصورات العنف تعزى أساسا، إلى الجانب العام للعنف في الأماكن العامة وتغطيته الإعلامية المتزايدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي مما يجعله أكثر وضوحا وبالتالي أكثر لفتا للانتباه، على عكس العنف المنزلي والمؤسساتي المتميزان بطابعهما الخاص أو الذي يعاش في صمت. وتسلط هذه المذكرة، الضوء على الاختلافات الرئيسية المتعلقة بتجليات العنف عند النساء والرجال، وكذا تصورات الرجال حول العنف، من أجل فهم أفضل لظاهرة العنف بمختلف مجالاتها وأشكالها.