لم تكن الهجمات المنظمة التي يقودها ما يعرف ب "الذباب الإلكتروني" الجزائري، ضد المغرب ملكا وشعبا، وليدة ما قامت به قناة "الشروق"، التي يبدو أن اسمها تحول في ظرف وجيز الى اسم "الشرور" بعد أن تجرأت، وسمحت لنفسها بنفث سم الكراهية والشر ضد رموز ومقدسات المغرب والمغاربة، وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس، بل امتد الشر الجزائري الى سنوات طويلة، وكان يظهر بقوة عندما يحقق المغرب مكاسب دولية، خصوصا في قضية الصحراء المغربية. والملاحظ أن الذباب الالكتروني الجزائري، الذي يأتمر بأوامر حكام الجزائر، يستند في حملاته التضليلية الممنهجة، الى قاموس الكذب والافتراء والاستهزاء والإساءة إلى رموز المملكة، غير أن يقظة المغاربة، شكلت سدا منيعا أمام الآلة الدعائية للنظام العسكري الجزائري، الذي يعيش على وقع أزمات داخلية مستمرة. صفحات جزائرية تزعم "حرق مشعوذ في المغرب" في العاشر من شهر يونيو 2020، هاجمت عدة حسابات جزائرية، المغرب، اذ نشر شخص يدعى فاضل برهومي، على صفحة تحمل اسم "القصرين تتحد"، صورة تظهر شخصا يحترق والناس محاطون به، مدعيا أنها تعود لمواطنين مغاربة قاموا بحرق مشعوذ حيا. غير أنه بعد التأكد من الصورة بفضل ما تتيحه التطبيقات الجديدة لتكنولوجيا الاعلام و الاتصال، اتضح بشكل جلي أن الصورة تعود إلى دولة غواتيمالا، في منطقة أمريكا الوسطى، غير أن الصفحات الجزائرية، اختارت نسبها للمغرب في حرب إعلامية تضليلية لا تنتهي. خبر تبين زيفه فيما بعد، بعدما تأكد أن حادث حرق المشعوذ وقع في ولاية "باتنة" شرق الجزائر، والتي سبق أن تم بها اعتقال عدد من المشعوذين في الآونة الأخيرة، مما يؤكد بالملوس وجود صفحات جزائرية تخدم أجندات سياسية مقيتة تحاول النيل من المغرب، ونفث سم الكراهية والضغينة، ولو باختلاق الأكاذيب والادعاءات الواهية، التي سرعان ما ينكشف أمرها بفضل ما تتيحه التطبيقات الرقمية الجديدة من التمييز بين الأخبار الصحية، والأخبار الزائفة، والأكاذيب الراجفة. كما أن ما يؤكد، أيضا، أن حادث حرق المشعوذ وقع بولاية "باتنة" في الجزائر، هو كون الولاية ترتبط في أذهان الجزائريين بالعرافين والمشعوذين، اذ سبق أن قام شباب الولاية، التي تبعد 510 كيلومترات شرق العاصمة الجزائرية، في مناسبات كثيرة، بحملة "ضد الدجالين والسحرة"، ونشر قائمة بعناوين وأرقام السحرة في منطقة "الأوراس". وتجند العشرات عبر صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لمحاربة هذه الظاهرة التي تنخر المجتمع الجزائري. قضية الصحراء..الملف المفضل لدى الذباب الالكتروني الجزائري تشكل قضية الصحراء المغربية، الملف المفضل لدى الذباب الالكتروني الجزائري، اذ لا يتوانى النظام العسكري الجزائري في اطلاق هذا الذباب كلما حقق المغرب مكسبا دبلوماسيا كبيرا في قضية الصحراء. في 16 ماي المنصرم، روجت حسابات وهمية للمخابرات الجزائرية، معطيات غير صحيحة بشأن وجود وثيقة رسمية منسوبة إلى البرلمان الألماني تؤكد على احتلال المغرب للصحراء، رغم كونه مجردَ كلام عادٍ، لا تأثير له من الناحية السياسية والقانونية"، بحسب المحللين. وحاول النظام العسكري الجزائري، الركوب على هذه المذكرة، التي ليست سوى مذكرة داخلية، كما هو الشأن بالنسبة إلى ما يسمى بتقرير أو وثيقة لجنة البوندستاغ، وليس وثيقة بالمعنى الدقيق للكلمة، ولا تقريرا رسميا صادرا عن البرلمان الألماني، وإنما هو مجرد كلام عادٍ كما سلف القول، يعبر عن رأي شخصي، لا يُعرف اسم كاتبه، ولا صفته، ولا يتبناه رسميا البرلمان الألماني". أما الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها المملكة في قضية الصحراء، مؤخرا، فأصابت حكام الجزائر بالسعار، ودفعتهم الى اطلاق "ذبابهم الالكتروني"، لعله ينسيهم خيباتهم المتكررة، ومساعيهم المقيتة، و أزماتهم ومآسيهم المتواصلة، فأطلقوا حملات إعلامية تضليلية ممنهجة ضد المغرب، تصدى لها المغاربة، ووسائل الاعلام المغربية بالمهنية والاحترافية فأظهروا زيف ادعاءاتها. طائرة ولي العهد "إشاعة" مصدرها مخابرات الجزائر وتمادى النظام والمخابرات الجزائرية، من خلال حسابات وهمية على شبكات التواصل الاجتماعي في ترويج الأكاذيب ضد المغرب، حيث روجت صفحات سنة 2018 لأخبار زائفة مفادها اهداء طائرة إلى ولي العهد، الأمير مولاي الحسن. وتبين فيما بعد أن المواصفات المذكورة في "الأخبار المفبركة" تتعلق بطائرة صغيرة اقتنتها القوات المسلحة الملكية، خاصة بالتنقلات المدنية لكبار المسؤولين في المملكة، وهو ما حاولت المخابرات الجزائرية استغلاله لزعزعة استقرار المغرب. المخابرات الجزائرية تستنجد ب"الذباب الالكتروني" قامت المخابرات الجزائرية بتجنيد جيش من المحرضين يضم 5 آلاف متعاون مهمتهم التعليقات السلبية على المملكة وصناعة الإشاعات والترويج لفضائح وهمية في المغرب وفبركة فيديوهات وإعادة نشرها، لزعزعة الوضع الأمني والاقتصادي وتأجيج بؤر الحراك. تقرير لشبكة "بي بي سي": الذباب الالكتروني في الجزائر نوع من "التلوث" كشفت شبكة "بي بي سي" شهر شتنبر في تقرير مطول، أن معركة إعلامية تدور رحاها عبر الإنترنت في الجزائر، في ظل استمرار المظاهرات المناهضة للحكومة، إذ يحاول المتظاهرون سحق "الذباب الإلكتروني" المزعج. وأشارت الى أنه من الأمثلة على هجمات "الذباب الإلكتروني"، كانت الرسائل الملحة ضد صفحة "مجموعة الشباب الناشطين" على فيسبوك، حيث بعث أصحاب الحسابات المزيفة رسائل متتالية بشكل متناسق ضد المتظاهرين، وكان من الملاحظ تكرار نفس التعليقات، وهي غالبا حسابات لا يزيد عدد الأصدقاء فيها عن 100. وقالت كارولين لامبولي، مراسلة "بي بي سي" للمراقبة، التي تقوم بتحليل "الذباب الإلكتروني"، ان " ما يقوم به هؤلاء "لا يتجاوز الضجيج لعرقلة النقاش، إنهم مجرد نوع من "التلوث". وتمكنت الشبكة الاذاعية البريطانية من تحديد الحسابات التي تتوافق مع هذا النمط من السلوك، مشيرة الى أن " هؤلاء الأشخاص الذين يديرون هذه الحسابات يتصرفون كجزء من حملة منظمة".