في سياق التأهيل التنموي بأقاليمنا الصحراوية الجنوبية، أنهت الشركة التي شرعت في تعبيد معبر الكركرات، تحت إشراف القوات المغربية، أمس الثلاثاء، تعبيد الكيلومترين الأخيرين من معبر الكركرات إلى معبر "نواذيبو – ب ك55" التابع لموريتانيا. وأصبح بإمكان شاحنات نقل البضائع العبور بسهولة بين المغرب وموريتانيا، وفي ظروف أفضل مما كان عليه الوضع سابقا. وفي اطار الإجراءات الاحترازية للحيلولة دون وصول مرتزقة "بوليساريو" الى منطقة الكركرات، وضعت عناصر القوات المغربية، جدارا أمنيا يحيط بالمنطقة، لاسيما وأن المعبر يعتبر معبرا حيويا للمغرب، خاصة في مجال التبادل التجاري مع موريتانيا، عن طريق نقل البضائع في شاحنات النقل الدولي الضخمة. هذا، ومنحت جبهة "بوليساريو" الانفصالية الوهمية، فرصة للمغرب لجني مكسب كبير، كان من الصعب تحقيقه قبل أربع سنوات، وهو التحكم الفعلي في أقصى غرب الجدار العازل الى حدود المحيط الأطلسي، وهو ما يزكي المقولة القائلة "في كل نقمة نعمة". وشرع المغرب مباشرة بعد طرد مرتزقة وعصابات الكيان الوهمي من المنطقة العازلة، واستعادة التحكم مجددا في المعبر الحدودي، في إنشاء جدران أمنية تمنع المنتمين إلى البوليساريو من الوصول إلى المنطقة مجددا قبل أن تبدأ عمليات إصلاح وتزفيت الطريق التي تصل إلى الحدود الموريتانية والتي كان الانفصاليون قد تعمدوا تخريبها لعرقلة حركة المرور. هذه الحركية التي تعرفها منطقة الكركرات تجري وفق الشرعية الدولية، على اعتبار أن عمليات اصلاح وتزفيت الطريق تتم تحت أنظار عناصر بعثة الأممالمتحدة "المينورسو" مما يكسب الخطوة المغربية مصداقية كبيرة. وتوالت استفزازات جبهة "بوليساريو" الوهمية، واستمرت عصاباتها في اعتراض سبيل السائقين والشاحنات وعرقلة الحركة التجارية، كورقة ضغط من الكيان الوهمي على المغرب وموريتانياوالأممالمتحدة، وهو ما حدث ابتداء من شهر شتنبر الماضي حين بدأ التلويح بقطع المعبر نهائيا تزامنا مع إعداد تقرير مجلس الأمن السنوي بخصوص الصحراء الذي تحدث عن مسؤولية الجزائر في عرقلة التوصل الى حل نهائي حول قضية الصحراء المغربية. وكانت العملية العسكرية الناجحة للجيش المغربي، التي جرت في احترام تام لأقصى درجات ضبط النفس والحكمة، بشهادة المنتظم الدولي، بمثابة رصاصة الرحمة التي أصابت البوليساريو، وصنيعتها الجزائر في المقتل، اذ استعادت المملكة سيطرتها الكاملة على الطريق البرية الوحيدة التي تربط المغرب بالقارة الإفريقية، عبر موريتانيا، واضعة بذلك الحد لمناورات واستفزازات عقيمة لكيان وهمي فقد بريقه و أصبح اسمه مرتبطا لدى المنتظم الدولي بالتخريب، والبلطجة ونهب المساعدات الدولية للمحتجزين الصحراويين في مخيمات الذل والهوان في تندوف بالأراضي الجزائرية.