في رقم قياسي، بلغ عدد المصوتين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى صباح الأربعاء أكثر من 70 مليون ناخب في إطار التصويت المبكر أو بالبريد تجنبا للاختلاط واحتراما لإجراءات مكافحة مرض كوفيد-19. وفي هذه الأثناء يواصل المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن حملتيهما الانتخابيتين في الولايات المتأرجحة قبل ستة أيام من ساعة الحسم المقررة في 3 نوفمبر. وعلى صعيد دعم المرشحين، عقدت ميلانيا ترامب السيدة الأولى تجمعا انتخابيا لمناصرة زوجها في ولاية بنسلفانيا دون حضوره متعهدة بالانتصار على فيروس كورونا. لا يزال المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن متقدما على الرئيس الأمريكي ومرشح الجمهوريين دونالد ترامب بفارق مريح في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد في السباق الانتخابي الذي هيمنت جائحة فيروس كورونا عليه، إذ تسببت في وفاة أكثر من 225 ألف أمريكي حتى الآن وفقدان ملايين الوظائف ودفعت عددا كبيرا من الناخبين للإقبال على التصويت المبكر لتجنب التعرض لمخاطر صحية. ويعقد دونالد ترامب لقاءين جماهيريين في إطار حملة الدعاية الانتخابية الأربعاء في ولاية أريزونا التي تشهد منافسة حادة وتشير استطلاعات الرأي فيها إلى تخلفه بفارق ضئيل عن منافسه الديمقراطي جو بايدن. وقالت حملة الدعاية لبايدن الذي انتقد مرارا ترامب لفشله في احتواء جائحة فيروس كورونا إن خبراء في الصحة العامة سيطلعونه على الوضع وسيلقي خطابا قرب بيته في ديلاوير عن خططه لمكافحة مرض كوفيد-19 وحماية الأمريكيين الذين يعانون من مشاكل صحية. غير أن مواقف ترامب وبايدن أكثر تقاربا في عدة ولايات قد تحسم النتيجة النهائية للانتخابات. وأدلى أكثر من 70 مليون ناخب بأصواتهم إما من خلال إمكانية التصويت المبكر شخصيا أو بالبريد وذلك وفقا لبيانات جمعها مشروع الانتخابات الأمريكي بجامعة فلوريدا. ويمثل هذا العدد رقما قياسيا يتجاوز نصف العدد الإجمالي لمن أدلوا بأصواتهم في انتخابات 2016. ويقول خبراء إن فرز العدد الهائل للأصوات المرسلة بالبريد والذي يتجاوز 46,8 مليون صوت حتى الآن ربما يستغرق أياما أو أسابيع، الأمر الذي يعني أن الفائز قد لا يُعلن في الثالث من نوفمبر بعد إغلاق صناديق التصويت. وكان ترامب قد انتقد مرارا التصويت بالبريد قائلا إنه عرضة للتزوير على الرغم من أن الخبراء يقولون إن ذلك أمر نادر. وأمس الثلاثاء أثار ترامب الشكوك في نزاهة العملية وقال إنه "من غير اللائق تخصيص المزيد من الوقت لفرز الأصوات البريدية". وبرزت أريزونا كواحدة من الولايات التي تشتد فيها المنافسة في السباق إلى البيت الأبيض بعد أن فاز ترامب فيها بفارق 3,5 نقطة مئوية على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات 2016. وأظهر استطلاع من تنظيم رويترز/إبسوس في الفترة 14-21 أكتوبر أن بايدن يتقدم بفارق ثلاث نقاط على ترامب. وإذا فاز بايدن في أريزونا التي لها 11 صوتا في المجمع الانتخابي فسيكون أول مرشح ديمقراطي في انتخابات الرئاسة يفوز فيها منذ بيل كلينتون في 1996. وبعد قضاء الليل في لاس فيجاس بولاية نيفادا سيعقد ترامب لقاءات في المطار في بولهيد سيتي بولاية أريزونا وفي جوديير الواقعة خارج فينكس أكبر مدن الولاية. ويوم الثلاثاء تنقل ترامب في ثلاث ولايات هي ميشيغان وويسكونسن ونبراسكا وتوقف بايدن مرتين لاستمالة الناخبين في ولاية جورجيا التي بدأت تبرز كساحة مهمة للتنافس. وقد ركز بايدن في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية على ما يصفه بسوء إدارة ترامب للجائحة واتهمه بالاستهانة بالمرض وعدم الإنصات لخبراء الصحة وعدم وضع خطة لاحتوائه. وتوضح استطلاعات الرأي أن الأمريكيين يثقون ببايدن أكثر مما يثقون بترامب في احتواء الفيروس. ورصدت السلطات في الأيام الأخيرة أعدادا قياسية من المصابين بكوفيد-19 مما أتاح لبايدن الفرصة لتذكير الناخبين بسوء تصرف الإدارة الأمريكية في الجائحة. ميلانيا تدعم زوجها بتجمع انتخابي بمفردها شاركت السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب الثلاثاء في تجمّع انتخابي دعما لحملة زوجها، في أول فعالية تنظّمها لوحدها من دون أن يحضرها الرئيس الساعي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة بعد أسبوع. وقالت ميلانيا ترامب أمام حشد من أنصار زوجها في أتغلين ببنسلفانيا، إحدى الولايات المتأرجحة والحاسمة في الاستحقاق المرتقب في الثالث من نوفمبر "أنا لا أتّفق دائما مع طريقته في قول الأمور". وأضافت في معرض حديثها عن سبب استخدام زوجها لموقع تويتر بصورة مستمرة "لكن من المهم بالنسبة له أن يتحدّث مباشرة إلى الناس". وتابعت ميلانيا ترامب، عارضة الأزياء السابقة السلوفينية الأصل البالغة من العمر 50 عاما، دفاعها عن زوجها بالقول إنّ "دونالد مقاتل. هو يحبّ هذا البلد ويقاتل من أجلكم كلّ يوم. ولأول مرة في التاريخ، يمكن لمواطني هذا البلد سماع رئيسهم بشكل مباشر وفوري كل يوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها السيدة الأولى، من دون زوجها، في تجمّع انتخابي في إطار حملة إعادة انتخابه التي أطلقها في يونيو 2019. وكانت ميلانيا ترامب قد عدلت الأسبوع الماضي عن المشاركة في تجمّع انتخابي مع زوجها بسبب "كحّة مستمرّة" كانت لا تزال تلازمها من جراء إصابتها بكوفيد-19. وشخّصت إصابة السيدة الأولى بكوفيد-19 في نفس الوقت الذي شخّصت فيه إصابة الرئيس بالفيروس ليل الأول إلى الثاني من أكتوبر. وفي منتصف أكتوبر أعلنت ميلانيا شفاءها من الفيروس. وبالإضافة إلى ترامب وزوجته أصيب بالفيروس ابنهما بارون البالغ من العمر 14 عاما. وفي خطابها في أتغلين، تطرّقت ميلانيا إلى مرحلة الإصابة بالفيروس والتعافي منه وقالت "شكرا لكم على كل الحب والدعم الذي قدمتموه لنا". وأضافت "نحن الآن أفضل بكثير"، متعهّدة ب"الانتصار في مواجهة هذا الفيروس". المصدر: الدار- وكالات