حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 في الشهرين المقبلين في أوروبا حيث تحدثت النمسا عن "موجة ثانية" للوباء كان العالم يخشى وصولها، بينما أعلنت اسرائيل فرض إجراءات حجر من جديد. وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا لوكالة فرانس برس الإثنين أن المنظمة تتوقع ارتفاعا في عدد الوفيات بكوفيد-19 في أوروبا في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر اللذين سيكونا "أقسى" في مواجهة الوباء. وقال هانز كلوغي "سيصبح الأمر أقسى". واضاف "في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر سنشهد ارتفاعا في الوفيات"، بينما يسجل عدد الإصابات ارتفاعا في القارة العجوز لكن عدد الوفيات اليومية مستقر فيها. وأضاف "نحن في وقت لا تريد فيه البلدان سماع هذا النوع من الأخبار السيئة، وأنا أتفهم ذلك". لكنه سعى في الوقت نفسه إلى توجيه "رسالة إيجابية" مفادها أن الوباء "سينحسر في وقت ما". وتنظم منظمة الصحة العالمية في أوروبا إجتماعا يضم دولها الأعضاء البالغ عددهم نحو 50 الاثنين والثلاثاء لمناقشة الاستجابة للوباء والاتفاق على استراتيجيتها الخمسية. وفي الواقع سجلت في بريطانيا وفرنسا والنمسا وجمهورية التشيك ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات بالفيروس، بينما يقترب العالم بسرعة من عتبة 29 مليون إصابة مع أكثر من 921 الف حالة وفاة نتيجة الإصابة بكوفيد-19، وفقا لإحصاءات فرانس برس. وفي اسرائيل يسجل عدد الإصابات ارتفاعا وبلغ 153 ألفا و2017، بينها 1103 وفيات لعدد سكان يبلغ تسعة ملايين نسمة. وقد أعلنت أنها ستعيد فرض إغلاق تام اعتبارا من الجمعة لثلاثة أسابيع لمحاربة تفشي فيروس كورونا االمستجد. وبذلك تصبح اسرائيل أول اقتصاد متطور يعيد فرض الإغلاق التام لمنع تفشي الوباء. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "أعلم أن هذه الإجراءات ستكلفنا جميعا ثمنا باهظا". وكان عدد الإصابات القليل نسبيا سمح مؤخرا للحكومة بتسريع عملية رفع الإغلاق إذ أعيد فتح الحانات والمطاعم والمقاهي ودور العبادة، كما سمح مجددا بإقامة الأعراس مع إبقاء إلزامية وضع الكمامات. لكن معدّلات الإصابة عاودت الارتفاع وسجلت منظمة الصحة العالمية 307 الفا و930 اصابة جديدة في أنحاء العالم الأحد، وهو أعلى رقم يومي في قاعدة بياناتها منذ بداية تفشي الوباء. وأثار الإرتفاع المفاجئ في أعداد مصابين المخاوف في اوروبا، حيث حذر المستشار النمساوي سيباستيان كورتز من أن بلاده تواجه "بداية الموجة الثانية". وتواجه جمهورية التشيك أيضًا زيادة مفاجئة في أعداد الإصابات، بينما حذر أحد علماء الأوبئة خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن المعدل الحالي للاصابات سيغرق المستشفيات. ومن المقرر أن تدخل قيود جديدة حيز التنفيذ الإثنين في جميع أنحاء إنكلترا حيث ستقتصر التجمعات الاجتماعية على ستة أشخاص فقط. ولا تزال أجزاء أخرى من العالم تكافح أولى موجات فيروس كورونا، بما في ذلك بعض الدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان مثل إندونيسيا، حيث دخلت قيود جديدة حيز التنفيذ الاثنين. – طيش وأنانية – وتجد الحكومات نفسها مجبرة على تحقيق توازن بين التكلفة الاقتصادية المدمرة لعمليات الإغلاق وبين الحاجة إلى احتواء الفيروس القاتل. ومن المقرر فتح المدارس في بعض الدول الأوروبية الاثنين، مع عودة الملايين إلى الفصول الدراسية في إيطاليا واليونان ورومانيا. وأعلنت السعودية أنها سترفع جزئيًا تعليق الرحلات الدولية اعتبارا من 15 أيلول/سبتمبر، بعد ستة أشهر من فرض قيود السفر. وسيتم أيضا تخفيف قيود فيروس كورونا في كوريا الجنوبية مؤقتًا في منطقة سيول الكبرى اعتبارًا من الاثنين بعد انخفاض اعداد حالات الإصابة بالفيروس. وشهد العديد من الدول ردود فعل عنيفة واحتجاجات ضد عمليات الإغلاق. في أستراليا، اعتقلت الشرطة الأحد عشرات في مسيرة مناهضة للإغلاق في ملبورن بعد أن تحدت الحشود أوامر البقاء في المنزل. وجاء هذا التجمع عقب تظاهرات في ألمانيا وبولندا السبت شارك بها نشطاء مناهضون للقاح ومؤمنون بنظرية المؤامرة ونشطاء من اليمين المتطرف. كما تم تنظيم مثل هذه المسيرات بشكل متكرر في الولاياتالمتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الفيروس في العالم حيث سجلت أكثر من 6,5 ملايين إصابة و194 ألف وفاة. ويتعرض الرئيس دونالد ترامب لضغوط بسبب طريقة تعامله مع تفشي المرض، وتعرض لانتقادات لاذعة بسبب عقده تجمعات كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك اجتماع في مكان مغلق الأحد. وكتب حاكم ولاية نيفادا ستيف سيسولاك، وهو من الحزب الديموقراطي المنافس، على تويتر قبل تجمع الأحد "الليلة، يقوم الرئيس دونالد ترامب بأعمال طائشة وأنانية تعرض أرواحًا لا حصر لها للخطر هنا في نيفادا". وأضاف "يبدو أن الرئيس نسي أن هذا البلد لا يزال في وسط جائحة عالمية". – عمال الطواقم الصحية "منهكون" – أعلنت بعض الأخبار السارة من بريطانيا، حيث أعطى المنظمون الضوء الأخضر لشركة الأدوية"آسترازينيكا" وجامعة أكسفورد لاستئناف تجارب سريرية على أحد لقاحات كوفيد-19 التجريبية الأكثر تقدمًا. وكان الباحثون "أوقفوا طواعية" تجربة اللقاح بعد أن أصيب متطوع بريطاني بأعراض غير مبررة. وحتى أثناء فترة التوقف، قالت "أسترازينيكا" إنها لا تزال تأمل في أن اللقاح يمكن أن يصبح متاحًا "بحلول نهاية هذا العام، أو مطلع العام المقبل". ويعتبر ايجاد اللقاح أمرا حاسمًا في مكافحة الفيروس، الذي استنفد الموارد والبنية التحتية. وقالت امرأة تدعى سيفيرين خلال مشاركتها في تجمع حاشد في بروكسل الأحد للمطالبة بتمويل أفضل لقطاع الصحة "لقد أنجبت قبل أسبوعين، وبمجرد وصولك إلى المستشفى، تدرك أن الممرضات ومقدمي الرعاية ليس لديهم الإمكانيات". وأضافت "يطلب منهم دائمًا المزيد، ودائمًا أكثر من اللازم، وهم مرهقون". المصدر: الدار- أف ب