في زحمة عيد الأضحى واستعداداته بالدارالبيضاء، تنتعش أنواع مختلقة من التجارة، منها عملية تسويق الفحم النباتي أو الخشبي ، التي لاتكاد تخطئها العين بمختلف الفضاءات، بيد أن الفيروس التاجي فعل فعله هذه السنة، فجعل رواج هذا النوع من الفحم في تراجع. ففي (سوق الفحم بالجملة) بالعاصمة الاقتصادية، تبدأ قصة تسويق الفحم النباتي بعد جلبه من عدة مناطق، منها بني ملال وأولاد برحيل وغيرها، حيث يجد طريقه بعد ذلك نحو الباعة المحليين بالتقسيط، فيصبح المشهد بمختلف الفضاءات مؤثتا بأصناف مختلفة من الفحم ( الكروش، الليمون، الكاليبتوس). وحسب مهنيي إنتاج الفحم النباتي وتسويقه بالدارالبيضاء، فإن الأزمة الصحية الحالية، قد خيمت بظلالها على هذا الصنف من التجارة ، الذي يوفر فرص شغل كثيرة بشكل مباشر وغير مباشر، بل ويشكل مصدر رزق عدد كبير من الأشخاص . وفي هذا السياق أكد السيد محمد حجاج (تاجر بسوق الفحم بالجملة)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن كل المؤشرات تبين أن حجم المبيعات على مستوى هذا السوق، تراجعت خلال مناسبة عيد الأضحى بنسبة تقارب 30 إلى 40 بالمائة مقارنة مع السنوات الماضية. وعزا السيد حجاج، الذي يعتبر من أكبر الموزعين للفحم بالسوق، هذا التراجع، في المجمل، إلى تداعيات فيروس كورونا، التي تخيم على أجواء عيد الأضحى، وحتى على مختلف مناحي الحياة، والتي تتمظهر في غياب الأعراس والمناسبات والحفلات، حيث يستعمل الفحم النباتي على نطاق واسع في عمليات طبخ الأكل. واختصر الوضع في هذا السوق الكبير، الذي يحج له الباعة وحتى الأسر لاقتناء حاجياتهم من الفحم ، في قلة الإقبال، ولجوء الناس هذه السنة إلى اقتناء كميات قليلة من الفحم مقارنة مع السنوات الماضية. وفي معرض تطرقه لمميزات كل نوع من أنواع الفحم النباتي، أوضح أن الصنف الذي يطلق عليه (الليمون)، لأنه ينتج من أغصان الليمون، هو الأكثر تسويقا والمفضل خلال مناسبة عيد الأضحى المبارك، لأنه سريع الاشتغال، وهو ما يساهم في شي اللحم بشكل أسرع ، وربح كثير من الوقت . ولهذا السبب تحديدا، فإن كل كيلوغرام من فحم (الليمون)، يسوق بسبعة دراهم، وذلك بالنظر للإقبال الكبير عليه. وتابع أن صنف (الكروش)،الذي يعد من الأنواع الجيدة، يستعمل أساسا في مجال الطبخ خلال حفلات الأعراس والأفراح والمناسبات، لافتا إلى من مميزات (الكروش) هو صلابته، وقدرته الكبيرة على الحفاظ على لهيب النار لمدة طوية، فتكون النتيجة تقديم أكل لذيذ مطبوخ بعناية فائقة. وهذه الميزة، يضيف السيد حجاج، هي التي تجعل أكبر الطباخات والطباخين يفضلون (الكروش) في إعداد مختلف الوجبات خلال المناسبات الكبيرة ، لكن، كما قال، يبقى الاختيار الأول والأخير للزبون. وحسب هذا التاجر، فإنه بمنطق الأشياء تكون مبيعات (الكروش) في تراجع، لغياب المناسبات الكبيرة، وهو ما يجعل ثمنه في حدود 6 دراهم للكيلوغرام الواحد. أما النوع الثالث (الكاليبتوس)، الذي يتم تسويقه ب 4 دراهم ونصف للكيلوغرام الواحد، فإنه يستعمل في مجالات مختلفة منها استخدامه في محلات بيع المأكولات، حتى لا تكون تكلفة شي أنواع مختلف من المأكولات مكلفة. وفي الاتجاه ذاته قال السيد طالع العربي ( تاجر آخر بالسوق نفسه)، إن تجارته تعاني من جراء قلة الزبناء، لافتا إلى أن المهم في هذه المرحلة هو الحفاظ على حد أدنى من المبيعات، عبر كسب ثقة الزبناء . وما يقال عن هذا السوق ينطبق على نقط أخرى للبيع بمختلف فضاءات العاصمة الاقتصادية، حيث الإقبال المحتشم على الفحم النباتي، وهو ما عبر عنه شاب يمتهن بيع الفحم ومستلزمات أخرى تستعمل خلال عيد الأضحي، معربا عن أمله في أن تتحرك الأمور في تجاه إيجابي قبل العيد وبعده. وتجدر الإشارة إلى أن الفحم يستعمل في مجالات مختلفة منها استخدامه كوقود للطهي وغيره ، كما يستعمل أغراض أخرى كالتدفئة . المصدر: الدار- وم ع