يدشن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، تمهيداً لزيارة مرتقبة إلى الرياض في شهر مارس المقبل. ويرتقب أن يلتقي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث سيسلمه رسالة من الملك محمد السادس إلى الملك سلمان بن عبد العزيز. وتأتي زيارة بوريطة بعد يوم واحد من استقبال رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ بالرباط، بمناسبة زيارة يقوم في إطار البحث سبل تطوير العلاقات المغربية – السعودية. ويشير هذا التفاعل الدبلوماسي بين الرباطوالرياض إلى دينامية العلاقات بين البلدين في سياق يتميز بتزايد الشرخ في الصف العربي واستمرار الخلافات العربية العربية. ومن المتوقع أن تمثل زيارة الملك محمد السادس إلى الرياض في مارس المقبل حدثا تاريخيا بالنظر إلى حجم القضايا والملفات التي ستتداولها لتؤكد أن ما يجمع البلدين أكثر بكثير مما يفرقهما. وتتزامن زيارة ناصر بوريطة للرياض مع إعلان زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الرياض ابتداء من يوم غد الأحد. وكثيرا ما يعول المغرب على الرياض في دعم القضية الوطنية المتعلقة بالوحدة الترابية سواء في المحافل العربية أو القارية أو الدولية. وبالنظر إلى التصريحات العدائية التي أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ضد المغرب وضد وحدته الترابية مؤخرا، فمن غير المستبعد أن يكون من بين أهداف زيارته إلى الرياض الدفاع عن حضور الجبهة الانفصالية في القمة العربية الإفريقية في دورتها الخامسة، والتي كان مقررا عقدها في العاصمة السعودية الرياض يوم 16 مارس المقبل، قبل أن يتقرر تأجيلها إلى موعد لاحق. فبعد إقبال الكثير من الدول الإفريقية على افتتاح تمثيليات قنصلية لها في العيون وسحب بعض الدول الإضافية اعترافها بالجمهورية الوهمية ومن بينها بوليفيا، تحاول الجزائر إنقاذ البقية الباقية من أطروحة الانفصال من خلال ضمان حضور ممثلي البوليساريو في بعض المحافل القارية والدولية علما أن التأثير السياسي للجزائر على صعيد القارة الإفريقية والعربية عرف انحسارا كبيرا منذ سنوات. ومن المتوقع أن يطرح بوريطة في زيارته إلى الرياض موقف المغرب الواضح من مشاركة جبهة "البوليساريو" الانفصالية في القمة العربية الإفريقية، خصوصا أن هذه القمة تنعقد تحت الرئاسة الدورية لجنوب إفريقيا للاتحاد الإفريقي. وتعتبر جنوب إفريقيا بعد الجزائر أكبر الداعمين للأطروحة الانفصالية والمعادين للوحدة الترابية للمغرب. ويراهن المغرب على مواقف الرياض في دعم الوحدة الترابية وتعزيز مشروع مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية. وكثيرا ما دعمت المملكة العربية السعودية المغرب لدى حلفائها الدوليين في القضية الوطنية. وكانت وكالة الأنباء السعودية "واس" قد أكدت أن رئيس مجلس الشوري قد أكد خلال لقائه في الرباط بوزير الخارجية ناصر بوريطة على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والعمل على توطيدها في كل المجالات تحقيقًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والملك محمد السادس، مشيرًا إلى موقف المملكة "الداعم لشقيقتها المملكة المغربية؛ للحفاظ على التراب الوطني المغربي".