في الوقت الذي أكد فيه الرئيسي الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، وجود “توافق تام” بين الجزائر وقطر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وتوجهه اليوم نحو المملكة العربية السعودية للقاء الملك سلمان، فإن المغرب يواصل تحركات استخباراتية ودبلوماسية على كافة المستويات بمختلف الدول العربية. ودشن المغرب مباحثات من أعلى المستويات، مع مسؤولي وفود استخباراتية عربية، خلال “المنتدى العربي الاستخباري” المنظم بعاصمة دولة مصر، القاهرة، حيث ناقش “الملف الليبي وتطورات قضية الصحراء وجهود التسوية التسوية السياسية للمنطقة وتوفير الأمن ومحاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار”. وفي نفس سياق التحركات التي يقوم بها المغرب خارجيا، فقد زار فؤاد عالي الهمة مستشار الملك محمد السادس وناصر بوريطة وزير الخارجية يوم أمس بالرياض في زيارة تدوم يومين حاملين رسالة من ملك المغرب إلى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز حسب وسائل إعلام سعودية. وذكرت مصادر إعلامية أن زيارة عالي الهمة وبوريطة للسعودية ولقائهما ولي العهد السعودي تأتي للترتيب والتحضير لزيارة الملك محمد السادس الى السعودية . وتوقع المراقبون أن تشمل مباحثات عالي الهمة وبوريطة مع المسؤولين السعوديين ايضاً العلاقات الثنائية والقضايا التي تهم البلدين بالإضافة الى قضية الصحراء الغربية على ضوء أرجاء القمة العربية – الافريقية التي كانت مقررة يوم 16 مارس في السعودية إلى وقت لاحق جراء الخلاف حول مشاركة الجمهورية الصحراوية فيها. وعلق مصدر حكومي على “التغييرات الحاصلة” في التوجهات الاستراتيجية للخارجية المغربية بالقول :”التوجهات الجديدة تتحكم فيها عدة معطيات لا يمكن فقط الاعتماد على ما ينشر في الإعلام، فجزء مما تنشرون مثل قطعة من جبل الجليد الذي يخفي الكثير من التعقيدات الأمنية والسياسية والاقتصادية إقليميا ودوليا”. ومن ضمن التحركات الدبلوماسية والاستخباراتية للمملكة، يستعد المغرب لاستضافة مؤتمر “التهديدات الأمنية” في دورته الثانية بمدينة مراكش خلال الأيام المقبلة، علما أن الدورة السابقة خفّض فيها المغرب تمثيليته في مؤتمر «وارسو»، المؤتمر الذي شاركت فيه إسرائيل.