رغم الاكتظاظ وضعف الخدمات الصحية وترهلها، وسوء التدبير، وانعدام أبسط ظروف الرعاية الصحية، لازالت المستشفيات العمومية في المغرب تحظى باقبال المواطنين المغاربة، وفقا لنتائج استطلاع رأي أجراه مكتب "سيرجيا" للاستشارات وصحيفة "ليكونوميست". وكشف الاستطلاع أن حوالي واحد من كل 2 مغاربة يقصدون المستشفيات العمومية كلما احتاجوا إلى زيارة طبيب، او ألم بهم مرض، كما أن49 ٪ من الذين شملهم الاستطلاع يفضلون طب القطاع العام مقابل 51 ٪ الذين يفضلون طب القطاع الخاص. وأشار ذات الاستطلاع الى أن المراكز الصحية في المناطق الحضرية والقروية، والمستشفيات العمومية ومستوصفات الأحياء، لازالت تحتل مكانًة بارزًة لدى المغاربة فيما يخص الاستفادة من الرعاية الصحية، اذ اكد 53٪ من الرجال أنهم يذهبون إلى المستشفى العمومي للتداوي، مقارنةً ب 47٪ من النساء، كما يفيد الاستطلاع أن (58٪) من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 54 عاما يقصدون المستشفيات العمومية لإجراء الاستشارة الطبية، تليهم الفئة العمرية 65 عامًا أو أكثر بنسبة56٪. وسجل الاستطلاع اقبال ساكنة المناطق الشمالية والشرقية (57٪) والجنوبية (54٪) على المستشفيات العمومية للعلاج، وهو ما يعزى، بحسب الاستطلاع، في الغالب إلى ضعف العيادات الخاصة في هذه الجهات، كما يفضل 41٪ من مغاربة منطقة الوسط بدورهم المستشفيات العمومية للتداوي والعلاج، فيما يفضل59 ٪ من سكان المدن الكبرى مثل الدارالبيضاء، المحمدية، سطات، الجديدة .. طب القطاع الخاص للتداوي والعلاج، بحكم أن هذه المناطق هي موطن لأكثر من ثلث العيادات الخاصة في البلاد. وبحسب الفئة الاجتماعية المهنية، يشير الاستطلاع الى أن المدخول المادي يعد العامل الرئيسي في اختيار المريض بين المستشفيات العمومية أو العيادات الخاصة، اذ يقصد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم مابين 2000 و4000 درهم أو أقل من 2000 درهم المستشفيات العمومية، فيما يعتبر المرضى المتراوحة أجورهم بين 6000 و12000 درهم) وأكثر، الأقل ترددا على المستشفيات العمومية بنسبة (21 ٪)، كما أن كثير منهم لديهم تأمين صحي خاص، كما أن معظمهم من كبار الأطر، يتوفرون على تغطية إضافية.