انطلقت مساء أمس الثلاثاء بسينما (Eden Club) بالدارالبيضاء، فعاليات الدورة الحادية عشر للمهرجان الدولي لفيلم الطالب بتكريم عدد من الفنانين والفاعلين في المجال السينمائي المغاربي. واستهل حفل افتتاح هذه النسخة، المنظمة إلى غاية 13 دجنبر الجاري تحت شعار "السينما والتاريخ"، بالاحتفاء بذاكرة بالمخرج الراحل محمد الركاب أحد أيقونات السينما المغربية الذي يعد من رموز الفن السابع على الصعيدين الوطني والدولي. وعرف اليوم الأول من هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها جمعية المهرجان الدولي لفيلم الطالب بتنسيق مع جمعية "فنون ومهن"، إلى جانب كريم الممثل المغربي، مهدي الوزاني، والمخرج ومدير المعهد العالي للسمعي البصري والسينما بتونس، السعد الجاموسي، عرض شريط "LOCKY" من إخراج طلبة المعهد العالي للسينما بألمانيا المتوج خلال الدورة الماضية في صنف "أفلام التحريك". ويتحدث هذا الفيلم، الذي تدور وقائعه في غرفة، عن محاولة فيلسوف العمل على إيجاد حلول للمشاكل والتعقيدات الحياة التي يعيشها الإنسان إلا أنه يسقط مغشيا عليه في هذا الصراع. وأوضحت رئيسة المهرجان، وفاء البورقادي، أن المهرجان الدولي، المنظم بدعم من المركز السينمائي المغربي من خلال لجنة دعم المهرجانات والتظاهرات السينمائية، يهدف بالأساس المساهمة في تنمية وتطوير الفن البصري بكل أشكاله، من خلال الأعمال السينمائية للطلبة المشاركين، والعمل على تحسيس الجمهور وتوعيته لاكتشاف التعابير السينمائية الأكثر جدة وجرأة. وأشادت البورقادي بانخراط المشاركين في ضمان استمرارية هذه التظاهرة الفنية، منوهة في نفس السياق بالأطر التربوية، والفنية، والمعاهد الثقافية للمشاركة ضمن فعاليات هذا الحدث للارتقاء بالتكوين السينمائي لطلبة. ومن جانبه، أوضح مدير المهرجان، عبد الله الشيخ، أن اختيار "السينما والتاريخ" شعارا لهذه الدورة ، يأتي إيمانا من المنظمين بأن السينما تلعب دورا كبيرا في توثيق لمعالم الذاكرة الهوياتية بكل مرجعياتها. ومن جهته، عبر الممثل المغربي، مهدي الوزاني، بهذه المناسبة عن اعتزازه بهذا التكريم، الذي جاء من قبل الشباب الذي سيحمل المشعل، مضيفا أن هذا التكريم يبعث على الارتياح والافتخار لكن في نفس الوقت يشكل مسؤولية وتكليف. ومن جانبه، اعتبر المخرج المغربي، يونس الركاب، أن تكريم والده هو بمثابة تكريم للعائلة برمتها، معبرا عن شكره للمنظمين على هذه التفاتة اتجاه الفنان الراحل محمد الركاب. وبدوره ،اعتبر المخرج ومدير المعهد العالي للسمعي البصري والسينما بتونس، السعد الجاموسي، أن هذا التكريم شرف له، مضيفا أن أهل المغرب كرم، مشيرا إلى أن المجال السينمائي المغربي حافل بالسينمائيين والفنانين. ويعرف برنامج المهرجان السينمائي على الخصوص عرض أشرطة من إعداد وإنجاز طلبة من داخل المغرب وخارجه، وكذلك تنظيم محترفات وأنشطة موازية يحتضنها كل من معهد (إي أش بي) للفن والإعلام، والمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء وسينما (Eden Club). وتتشكل لجنة تحكيم الأفلام الروائية المتبارية، التي يرأسها المخرج ومدير المعهد العالي للسمعي البصري والسينما التونسي السعد الجاموسي، من الناقد السينمائي، مصطفى العلواني، والمخرج يونس الركاب. فيما تترأس لجنة الأفلام الوثائقية المتبارية، رئيسة المركز الوطني للسينما (مصر)، سعاد شوقي، و المخرج المغربي، أيوب العياسي، والفنان والكاتب العراقي، علي البزاز. فيما يترأس لجنة أفلام التحريك المتبارية، المخرج المغربي سعيد بوشمار، المتكونة من الفنانة التونسية، شيماء الرياحي، والمخرج المغربي، حسن رشدي. تجدر الإشارة إلى أن الفنان محمد الركاب ولد سنة 1942 بأسفي، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة الدارالبيضاء، حيث حصل على شهادة الباكالوريا في العلوم سنة 1960 ، ثم بدأ بدراسة السينما في سنة 1961 بباريس التي غادرها بعد أن قضى، ثم التحق الركاب بالمدرسة العليا العمومية للسينما بالاتحاد السوفياتي سابقا، وتخرج منها سنة 1964 في تخصص التصوير، وهي نفس السنة التي بدأ فيها دراسة علم النفس في الجامعة الحرة ببروكسيل. المصدر: الدار و م ع