كان على يوسف أن يعبر الغابة محملا بالديناميت حتى يصل الحانة المجاورة للكورنيش .يوسف الذي اختاره امير الجماعة لينفذ حكم الله في الكفرة أعداء الملة والدين ، بعدما بشر بذلك في منامه. لم يكن يوسف خائفا وهو يعبر الغابة ليلا .انه في رعاية الله . لقد قرأ سورة البقرة قبل أن يغادر الكهف .. في البداية أحس بالذنب والخجل، لكنه في النهاية قرر أن يتخلص من ثقل حقيبة الديناميت كي لا يموت من العطش والتعب.يبدو أنه لم يقرأ ما يكفي من القرآن لكي يضمن وصوله الى الحانة. أضواء الحانة تبرق من بعيد، سيارات كثيفة .ضحكات في كل مكان . يوسف الذي عبر غابة بأدغالها ووحوشها - تحسبا لكمين أمني- لتنفيذ وصية الامير ونصرة الدعوة، لم يعد يقوى حتى على التمييز بين أذان الفجر وصوت بينحاس المنبعث من الشبابيك . يوسف الملقى على الارض. يأخذه حارس السيارات الى الداخل . يشرب كوب ماء .يغسل يديه .يحدق بعمق في أمراة ترقص..يدخل حلبة الرقص . يرتفع صوته بالغناء. السابعة صباحا: صورة أشلاء أحد الانتحارين على الشاشة. سعيدة نائمة. تستيقظ وهي تبتسم هامسة في أذن يوسف ...آهذه أول مرة ؟