يبدو أن كلام وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي عن إقصاء المنتخب الوطني، وعلى وجه الخصوص عن حكيم زياش، تعرض لحملة لإخراجه عن إطاره لا تخلو من صراعات سياسية في ثناياها. الطالبي العلمي الذي بدا واضحا في حديثه أنه يتحدث بشكل عام عن كرة القدم ولا شيء غيرها في المغرب، عانى من تحريف لكلامه لم يبدده بشكل واضح وجلي سوى تدخل حكيم زياش اليوم ليعرب له عن أمانيه للوزير بالحظ السعيد ومواصلة العمل الجيد في الوزارة. وكان واضحا منذ البداية أن نواب "العدالة والتنمية" كانوا على أتم الاستعداد لاستغلال إقصاء المنتخب سياسيا لتصفية الحسابات بين الحليف الخصم- التجمع الوطني للأحرار. الطالبي العلمي أجاب عن أسئلة البرلمانيين بتقديمه لأرقام وحقائق عن كرة القدم الوطنية في عهد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الحالي، أي متتبع للشأن الكروي سيتفق مع كلام الوزير، فالكرة المغربية و إن عاشت على وقع إقصاء مرير الجمعة الماضي، إلا أنها عادت من بعيد، وخصوصا من مرحلة مظلمة غاب فيها المغرب عن عدد من المحطات المهمة، فتأهلنا لكأس العالم بعد غياب عشرين سنة، ثم تجاوزنا الدور الأول في كأس إفريقيا خلال مناسبتين، وفاز المنتخب المحلي بكأس إفريقيا للمحليين، وتألقت الفرق المغربية في المنافسات الإفريقية، بالإضافة لقفزة في الترتيب العالمي من 24 إلى 4 إفريقيا، و هي الأرقام التي قدمها الطالبي العلمي دفاعا عن تطور الكرة. صحيح، فالكرة المغربية حققت قفزة نوعية على الرغم من تربص المشوشين كما أسماها الطالبي العلمي، وهو يعني به مواقف العدالة والتنمية من الكرة الوطنية، ومحاولتها توجيه النقاش إلى أسباب غير رياضية كان هو القصد من وراء كلام الطالبي العلمي. الطالبي العلمي حاول توضيح فكرة مفادها أن زياش قيمة ثابتة، وموهبة خام من الصعب إيجادها بشكل سهل، واختارت المغرب رغم الضغوط الهولندية، وعليه يجب أن نتجنب الضغط على اللاعب لا لسبب سوى لإهداره ركلة جزاء. كلام الطالبي العلمي، يجد تفسيره من كون زياش يعد أحد أبرز اللاعبين العالميين حاليا، وبصم على موسم رياضي متميز، جعل منه محط أنظار عدد من الأندية الكبيرة أوروبيا، وبالتالي فلا يجب جلده لمجرد مشاركة لا ترقى إلى مستوى تطلعات الجمهور. وبصفته مسؤولا عن الرياضات الوطنية، حاول وزير الشبيبة والرياضة من خلال إجابته عن الأسئلة، تقديم نظرة رياضية لما حدث بعيدا عن محاولات التأثير والنقد الهدام، ويبدو أن مساعيه هذه قوبلت بمحاولات للتأثير، نسفتها الرسالة الأخيرة لزياش نفسه.