جددت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم معارضتها مشروع الإصلاحات المرتبطة بمسابقة دوري أبطال أوروبا، فيما كشف الاتحاد الفرنسي للعبة ورابطة المحترفين أنهما يعتزمان التقدم باقتراح بديل للاتحاد الأوروبي في الأيام القليلة المقبلة. وأعلنت رابطة الدوري الألماني إثر الجمعية العمومية التي عقدتها الأربعاء في أوفنباخ بمشاركة أنديتها المحترفة ال36، أنها ترفض الإصلاحات المقترحة في موقف ليس بالجديد، إذ سبق نائب رئيس الرابطة بيتر بيترز أن أعلن عن رفض الخطط المزعومة من قبل الاندية الاوروبية الكبيرة لادخال إصلاحات جذرية على مسابقة دوري أبطال اوروبا.
وقال الرئيس التنفيذي للرابطة كريستيان زايفرت بعد اجتماع الأربعاء "سيكون لفكرة رابطة الأندية الأوروبية التي يتم مناقشتها حاليا، عواقب غير مقبولة على الدوريات الوطنية في أوروبا، وبالتالي لا ينبغي تنفيذها بهذا الشكل".
وشدد "يجب ألا نسمح بأن تصبح البطولات الوطنية التقليدية أقل جاذبية لملايين الناس في جميع أنحاء القارة".
وتشمل الإصلاحات الجدلية لمسابقات الاندية المطروحة من قبل رابطة الأندية الأوروبية ممثلة برئيسها ورئيس يوفنتوس الإيطالي أندريا أنييلي والتي تضم 13 ناديا ألمانيا مثل بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند، استحداث بطولة قارية ثالثة مع اعتماد نظام الصعود والهبوط بين المسابقات الثلاث.
وتقضي الإصلاحات التي يبحث فيها الاتحاد الأوروبي رغم المعارضة الكبيرة لها، خوض 128 ناديا 647 مباراة بدءا من 2024 (مقابل 407 بين 2021 و2024) موزعة على المسابقات الثلاث.
وستتوزع الاندية ال128 على الشكل التالي: 32 ناديا في دوري أبطال أوروبا، 32 ناديا في الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" و64 ناديا في مسابقة ثالثة مقسمة إلى اربع جداول على طريقة المناطق في البطولات الرياضية الاميركية.
ويبقى التركيز على تعديلات دوري الأبطال التي سينتقل من نظام ثماني مجموعات بأربعة أندية في كل منها، الى أربع مجموعات من ثمانية أندية على أن يضمن الستة الأوائل في كل مجموعة المشاركة في النسخة التالية من البطولة.
والنقطة الاكثر حساسية هي الطابع المغلق لهذه البطولة، فمن بين الاندية ال32 المشاركة، وحدها أربعة بمقدورها التأهل عبر ترتيبها في بطولاتها الوطنية. أربعة آخرى ستتأهل عبر بلوغ نصف نهائي الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ".
والاهم ان 24 ناديا ستحتفظ بمراكزها بحسب مشوارها في دوري الابطال.
للبقاء في دوري الابطال، يتعين على النادي الحلول بين الخمسة الاوائل في مجموعته او في المركزين السادس او السابع شرط تخطيه الملحق.
وبحكم الواقع، سيكون هذا النظام مواتيا للغاية لأكبر الأندية في القارة العجوز ويقلص أهمية الدوريات المحلية. ويوضح الاتحاد الاوروبي ان عدد ممثلي كل بلد لا يمكن أن يتخطى خمسة أندية.
ورغم الحديث عن توجه الاتحاد القاري لتبني هذه الإصلاحات المثيرة للجدل، قال زايفرت أن رابطة الدوري الألماني "مقتنعة" بأن رئيس الاتحاد الأوروبي، السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، يتفهم أهمية البطولات المحلية، مضيفا "أي إصلاحات لمسابقات الأندية الأوروبية الناجحة أصلا، يجب أن تكون مرضية لجميع المشاركين وليس فقط لعدد قليل منهم".
وحذر من أنه إذا كانت البطولات الوطنية ستعاني، فهذا الأمر سيلحق أضرارا على المدى الطويل في كرة القدم الأوروبية، معتبرا أن "ذلك لا يمكن أن يكون في مصلحة الاتحاد الأوروبي".
وفي فرنسا، كشف رئيس الاتحاد المحلي للعبة نويل لوغريت بعد جمعية عمومية استثنائية للأندية الفرنسية أنه "في الاتحاد، عملنا في الأيام الأخيرة لمحاولة إقناع عدد من الناس بالعمل على اقتراح لتعديل مشروع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم".
وأوضح أنه ستتم الآن "مراجعة هذا الاقتراح من قبل رئيسي دوري الدرجة الأولى +ليغ 1+ والرابطة قبل إرساله الى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في غضون 8 الى 10 أيام".
من جهتها، قالت رئيسة رابطة المحترفين ناتالي بوي أنه شارك في الجمعية العمومية الاستثنائية "16 ناديا من دوري الدرجة الأولى و17 ناديا من دوري الدرجة الثانية".
وأجري تصويتان في نهاية هذه الجمعية العمومية، حيث صوتت الأندية أولا ضد الإصلاح الذي عرضه الاتحاد الأوروبي الأربعاء بثلاثة غيابات ملحوظة لأندية باريس سان جرمان وليون ومرسيليا، ثم صوتت "بالإجماع" على اقتراح بديل من الاتحاد والرابطة بحسب ما كشف أمين عام رابطة المحترفين ديدييه كيو.
في فرنسا، وحده باريس سان جرمان موافق بصراحة على مشروع الإصلاحات الذي عرضه الاتحاد القاري الأربعاء على روابط الدوريات الوطنية بمقره في نيون، بينما قال رئيس ليون ميشال أولاس ان شعوره "متضارب" حيال هذه الإصلاحات في مقابلة مع وكالة فرانس برس، ويريد إلقاء نظرة فاحصة على المشروع.