تعيش جبهة البوليساريو الانفصالية حالة من الترقب والخوف وهي تتابع الأخبار القادمة من فنزويلا التي تغلي سياسيا واجتماعيا بعد تحرك مفاجئ للمعارضة ضد الرئيس نيكولاس مادورو. وأمس الأربعاء أدى رئيس البرلمان في فنزويلا خوان غوايدو، اليمين رئيسا مؤقتا للبلاد، وذلك بعد أن اعتبرت المعارضة أن حكم نيكولاس مادورو غير شرعي، فيما سارعت واشنطن إلى الاعتراف بغوايدو.
وقد أدى رئيس الجمعية الوطنية في البلاد، غوايدو، اليمين أمام حشد كبير، فيما نزل مئات الآلاف من مؤيديه، ومناصري مادورو إلى شوارع العاصمة كراكاس، وسط دعوات للجيش وقوات الأمن إلى دعم مادورو.
وفي أسرع ردود الفعل الدولية، أعلن ترامب اعترافه بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيسا انتقاليا للبلاد، داعيا الدول الغربية إلى حذو حذوه، ونضم إلى الولاياتالمتحدة كل من كندا ومجموعة الدول الأمريكية.
وستساهم هذه المواقف الرسمية لأبناء القارة الأمريكية بشمالها وجنوبها في تضييق الخناق على مادورو وإرغامه على النزول من كرسي الرئاسة رغم الدعم الكبير الذي تقدمه روسيا وتركيا وكوبا.
ويتخوف قادة البوليساريو من سقوط الحكم وفقدان أبرز الداعمين سياسيا وعسكريا حيث ظلت فنزويلا مصطفة لسنوات إلى جانب طرح "الدولة الوهمية" في الصحراء المغربية وأمدت مسليشيات الانفصاليين بالأسلحة.
وكان عدد من مسلحي البوليساريو قد تلقوا تدريبا على صواريخ مضادة للدبابات من طراز "كورنيت" و صواريخ تحمل على الكتف مضادة للطائرات اشترتها الجزائر من فنزويلا لصالح جبهة البوليساريو لأجل استهداف محتمل لطائرات ( F16) المغربية وهي من نوع "مانباد" المعروف أيضا باسم "إيجلا-إس" الذي يطلق من الكتف ويمكن لشخص واحد أن يشغله.
وحصلت فنزويلا حصلت على هذا النوع من الصواريخ من روسيا في عهد الرئيس السابق هوجو تشافيز، وأصبحت هذه الصواريخ مطلوبة لدى الجماعات الإرهابية المسلحة في أنحاء العالم بسبب كفاءتها وسهولة حملها.
وقرر المغرب سنة 2009 إغلاق سفارته في جمهورية فنزويلا البوليفارية ونقلها إلى جمهورية الدومينيكان ردا على العداء المتصاعد للسلطات الفنزويلية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة.