على غير العادة، استيقظ المغاربة، صباح الاثنين، على وقع خبر مفجع، عنوانه البارز العثور على جثثيين لسائحتين أجنبيتين، وعلى رقبتيهما "آثار عنف" بسبب أداة قطع، وذلك بمنطقة "شمهروش" بدائرة إمليل بإقليمالحوز. الخبر الذي شكل مفاجئة للمغاربة، قبل أن يصل صداه إلى النرويج والدنمارك، حيث مسقط المرأتين، تم التعامل معه على أعلى المستويات حيث حضر كل سفيري الدولتين إلى مراكش، للاطلاع على آخر التحقيقات التي باشرتها الأجهزة الأمنية لفك لغز الجريمة البشعة التي اهتز لها الرأي العام الوطني والدولي. بعد أقل من 24 ساعة من صدور أول بلاغ رسمي من لدن السلطات المغربية، حول العثور صباح الاثنين، على جثتي سائحتين أجنبيتين، إحداهما من جنسية نرويجية وأخرى دانماركية، في منطقة جبلية معزولة وغير محروسة على بعد 10 كيلومترات عن مركز إمليل في إقليمالحوز في اتجاه قمة جبل توبقال، أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح اليوم الثلاثاء، القبض على أول مشتبه به في هذه الجريمة الوحشية! تسلسل الأحداث، شكل موضوع الساعة، في وسائل إعلام الدولتين الإسكندينافيتين، التي تناولت الجريمة بشكل واسع، من خلال التعريف بهوية الضحيتين المزدادتين عام 1990و1994، في انتظار إماطة اللثام عن دوافع هذه الجريمة البشعة. ونقلت صحيفة "بي تي" الدنماركية عن هيل بيترسن والدة الضحية الدنماركية لويزا فيتسراغر جيسبرسن (24 عاما) أن ابنتها "طعنت في رقبتها". وقالت والدة الضحية إن العائلة نصحتها بعدم التوجه الى المغرب "بسبب الوضع الفوضوي". وبحسب المعلومات على صفحتها على فيسبوك فان لويزا كانت تدرس في النروج لكي تكون مرشدة سياحية وكانت تهوى المغامرات. من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية النرويجية، تعليقا على جريمة شمهروش: "لقد أخذنا علما، أنه تم العثور على سيدة نرويجية ميتة، ونحن نعمل عن طريق سفيرنا بالرباط، ونحن على اتصال مع السلطات المغربية، لتسليط الضوء على كل ما حدث، ونعمل بشكل حثيث من أجل الكشف عما حدث بالضبط". وفرض طوق أمني كبير في منطقة "شمهروش"، بعد العثور على الجثتين وتم تعليق جولات التسلق في هذه المنطقة الجبلية السياحية. وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ذكر أنه في إطار الأبحاث والتحريات المنجزة على خلفية العثور على جثتي سائحتين أجنبيتين بمنطقة "شمهاروش" بدائرة إمليل بإقليمالحوز، تمكن بتعاون وتنسيق وثيقين مع مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، صباح اليوم الثلاثاء، من توقيف شخص يشتبه في تورطه في ارتكاب هذه الجريمة. وأشار بلاغ للمكتب، أن عمليات البحث والتحري مكنت من توقيف المشتبه فيه بمدينة مراكش، والذي تم الاحتفاظ به تحت تدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل تحديد خلفيات ودوافع ارتكاب هذه الجريمة، بينما ستتواصل التحريات لتوقيف أشخاص آخرين، تم تشخيص هوياتهم، وذلك للاشتباه في مساهمتهم في تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية.