أسدل الستار على ملف الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم" في ساعات متأخرة وتحديدا على الساعة الثانية عشرة والنصف من صباح اليوم السبت على إيقاع الصراخ الهستيري والإغماءات. جلسة النطق بالحكم التأمت بالغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء في حدود الساعة العاشرة ليلا من يوم الجمعة بحضور حسن بيرواين، نقيب هيئة المحامين بالدارالبيضاء وعبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان والمعطي منجيب، ناشط وحقوقي وعدد من المتتبعين للملف.
مجموعة من المحامين ممن يؤازرون المطالبات بالحق المدني والمتهم على حد سواء، حضروا كذلك أطوار الجلسة إضافة إلى مشتكيات ومصرحات في هذه القضية، في مقدمتهن المشتكية أسماء الحلاوي وزوجها مبارك المرابط وخلود الجابري ونعيمة الحروري وسارة المرس ووداد ملحاف وأمل الهواري وحنان باكور التي اختارت عدم ولوج قاعة الجلسة والبقاء خارجا.
الحكم على بوعشرين في الدعوى العمومية بعقوبة سالبة للحرية مدتها 12 سجنا نافذة، قابَلها سخط كبير من طرف محاميه وأفراد من عائلته ممن كانوا يتابعون أطوار الجلسة، من بينهم إخوته بعد أن كشف القاضي بوشعيب فارح عن منطوق الحكم علنيا وابتدائيا وحضوريا بردّ الدفع المتعلق بعدم الاختصاص وجميع الدفوع الشكلية وبردّ طلبات إجراءات خبرة تقنية وطلب إجراء خبرة تقنية ثانية قبل أن تتعالى الصرخات وتخترق الجدران، في الوقت الذي كان عدد من الحاضرين بالقاعة 8 قبل النطق بالحكم يرفعون علامة النصر.
وقضى القاضي بغرامة مالية قدرها 200 ألف درهم مع الصائر والإجبار في الأدنى وإتلاف الأقراص المدمجة وكافة الدعائم الإلكترونية، بينما قضى في الدعوى المدنية التابعة بقبولها شكلا وموضوعا وأداء المتهم لتعويض مادي لفائدة المطالبات بالحق المدني والمتمثل في 500 ألف درهم للمشتكية أسماء الحلاوي و300 ألف درهم للمسماة سارة المرس و300 ألف درهم لنعيمة الحروري و300 ألف درهم لخلود الجابري و300 ألف درهم لوداد ملحاف وكذا 100 ألف درهم لوصال الطالع و100 ألف درهم لكوثر فال مع الصائر في الأدنى وبردّ باقي الطلب.
وأسقط القاضي عن بوعشرين جناية الاتجار بالبشر بخصوص عدد من الضحايا ويتعلق الأمر بكل من نعيمة الحروري وكوثر فال وأسماء كريميش وأمل الهواري ووصال الطالع وابتسام مشكور وصفاء زروال.
وأدانه بالاتجار بالبشر في حق أسماء الحلاوي وسارة المرس وخلود الجابري وبالاغتصاب ومحاولة الاغتصاب وهتك العرض وجلب أشخاص للبغاء، فضلا عن التحرش الجنسي ضمن جلسة ساخنة كان عنوانها العريض لا يتعدى عبارتين وهما "الصدمة" و"الذهول".