أفكار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لا تنتهي فما تكاد فكرة تتبلور حتى يخرج بأخرى جديدة مجنونة أحيانا . ويرى مراقبون أن ولاية الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، ستشهد الكثير من التطورات خاصة وأنه ينوي اتخاذ الكثير من القرارات في المنطقة ستُلقي بظلالها على العالم العربي بأسره، إذ أن التقارير الصحافية تشير إلى مدى مناهضته لإيران وأنه يسعى لتقليم أظافرها بقوات عربية تكون مصر هي مركزها على ان تضم دولاً عربية آخرى.
وبحسب ما نقلت صحيفة "The Wall Street Journal" عن خمسة مصادر في المنطقة، أنه من المتوقع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُخطط لتشكيل حلف عربي عسكري جديد في الشرق الأوسط، على أن يدخل في هذا الحلف السعودية والإمارات ومصر والأردن، وأشارت الصحيفة إلى ان النقاشات لاتزال مستمرة بين واشنطن وتلك الدول.
وتتحفظ مصر على المشاركة في أي قوات أجنبية تنخرط في أي صدامات مع دول المنطقة، وأن مصر ترفض إرسال أي قوات أجنبية خارج حدودها إلا بما يخدم أمنها القومي والأمن القومي العربي، وان مصر لم ترسل قوات إلى اليمن لتأمين الملاحة في مضيق باب المندب، إلا لكون اليمن امتداد للأمن القومي المصري حيث الملاحة في قناة السويس.
وذكرت الصحيفة أن العدو الرئيسي المحتمل للحلف سيكون إيران وأن الشريك والحليف في المنطقة سيكون إسرائيل، وأنه يجب أن يتضمن الحلف العربي بندا هاما، كما في حلف شمال الأطلسي، وهو أن الهجوم على عضو في الحلف يعتبر هجوما على كل الأعضاء. وهذا البند الخامس في اتفاقية حلف شمال الأطلسي، الذي يضمن "الأمن الجماعي" لأعضاء الحلف.
وتابعت أنه لا تعتزم واشنطن إدراج إسرائيل في الحلف (نظرا لكثرة التناقضات الحادة بين الدول العربية وتل أبيب، فإن هذا يكاد أن يكون مستحيلا)، ولكن سيتم إشراكها من خلال التبادل المنتظم للتقارير الاستخباراتية، ووفقا للصحيفة إن الشيء الوحيد الذي يجمع بين إسرائيل ومصر والسعودية- كراهية إيران، ولهذا السبب ترامب يريد أن يجمع الحلف.
التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين عرب لم تكشف عن هويتهم، يحمل عنوان "الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في الشرق الأوسط يستكشفون إمكانية تأسيس تحالف عسكري عربي"، ويقول التقرير: "التحالف المحتمل قد يتبادل معلومات استخبارية مع إسرائيل، بهدف مكافحة النفوذ الإيراني".
ومن المنتظر أن تقدم الولاياتالمتحدة دعما عسكريا واستخباريا للتحالف، يتجاوز ما تقدمه لنظيره الذي تقوده السعودية في حربها ضد الحوثيين، لكن كلا من الولاياتالمتحدة أو إسرائيل لن تكونا ضمن معاهدة الدفاع المشترك.
وقال دبلوماسي عربي: "لقد سألوا بعثات دبلوماسية في واشنطن إذا كنا مستعدين للانضمام إلى قوة تكون إسرائيل أحد أعضائها"، واستدرك: "بيد أن الدور الإسرائيلي يحتمل أن يقتصر على مشاركة معلومات استخبارية، وليس التدريب أو الدفع بقوات على الأرض".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي قوله إن فكرة اعتزام إدارة ترامب تصنيف الإخوان "جماعة إرهابية" تم تعويمها كحافز لمصر للانضمام إلى التحالف، وأردف التقرير بحسب المسؤولين: "لقد طلبت إدارة ترامب من مصر المرتبطة بمعاهدة سلام مع إسرائيل استضافة قوة مشتركة، رغم حرص السعودية على أن تكون هي من تفعل ذلك".
في السياق، قال جوناثان شانجر نائب رئيس مركز التحليل المحافظ "فاونديشن فور ديفنس اوف ديموكراسيز" إن ترامب يمكن أن يحقق انجازاً دبلوماسياً كبيراً بين اسرائيل ودول الخليج عبر تطويق التهديد الايراني.
وأضاف هذا الباحث لوكالة فرانس برس "الولاياتالمتحدة يمكن أن تكون في أساس تفاهم اقليمي بين اسرائيل ودول الخليج"، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، لكن القضية ترتدي حساسية كبيرة إلى درجة أن اسم هذه الدول لا يرد اطلاقاً في اسرائيل، باستثناء مصر والأردن اللذين أبرما معاهدتي سلام مع الدولة العبرية وتقيمان علاقات دبلوماسية معها، لكن هذا لا يمنع وجود علاقات شبه رسمية بين اسرائيل ودول الخليج.
فقد التقى الضابط السعودي المتقاعد أنور العشقي في يوليو الماضي في القدس الغربية المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، وكان الرجلان التقيا قبل سنة في مركز للأبحاث في واشنطن، وقد تحدثا حينذاك عن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ ربيع 2014 ودعوا إلى احياء مبادرة السلام العربية، الخطة السعودية التي عرضت في 2002 تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية مقابل نقاط عدة بينها إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967.