إذا كانت الجزائر، ومنذ تأسيسها قد أولت اهتماما للإعلام لما له من دور في إيصال الخبر إلى المواطنين وتوجيههم، إلا أنها وموازاة مع ذلك، جعلت عقيدة "معاداة المغرب" من المسلمات التي لا محيد عنها لاستمرار أي منبر إعلامي خاصة في ظل اللجوء إلى استعمال سلاح دعم الدولة والإشهارات التي تشرف عليها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار. هذا الأمر، يجعل وسائل الإعلام تتبنى فيما يخص قضايا المغرب "خطا تحريريا واحدا" رغم تشعب المشارب واختلاف الأهداف والغايات، إلى درجة أن المغرب حاضر بقوة في سردية الأخبار التي يتم توجيهها للمتابع، خاصة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية عام 2021، حيث تصاعدت وتيرة الهجوم ضد المغرب والتي تمس في كثير من الأحيان حتى رموزه من خلال فبركة الأخبار وتزييف الحقائق، في زمن أصبح فيه العالم قرية صغيرة مع كل هذا الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي.
والغريب أنه في الوقت الذي يفتح فيه المغرب مختلف بواباته الإعلامية أمام العالم، لا تتوانى الجزائر عن ممارسة التعتيم على كثير من المواقع الإخبارية الجزائرية المستقلة، كجريدة "الخبر" التي يستحيل الولوج إليها انطلاقا من المغرب، أو وكالة الأنباء الجزائرية التي منعت بدورها ولوج المتصفحين إليها انطلاقا من المغرب، ما يطرح السؤال حول هذه التصرفات التي لا تمت بصلة إلى موضوع الحق في المعلومة والانفتاح على العالم.