تداولت عدة حسابات جزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر سيولا تجرف قطيعا من الأغنام، مرفوقا بادعاء كاذب بأنه "التُقط في المغرب بعد دعوة الملك محمد السادس لعدم ذبح الأضاحي في العيد". وجاء في المنشور الكاذب المتداول "بعد إلغاء شعيرة عيد الأضحى في المغرب، سيول بسبب تساقطات الأمطار تجرف عددا كبيرا من الأغنام" في المغرب، كما زعم معلقون على الفيديو أنه "يوثق لانتقام إلهي" بعدما أهاب أمير المؤمنين الملك محمد السادس بعدم ذبح أضحية العيد.
لكن التحقق من الفيديو أظهر أنه يعود إلى عام 2020، ويوثق فيضانات ضربت منطقة إرجيش بتركيا، ما أسفر عن نفوق 74 خروفا وأضرار لحقت بعدد من الحظائر في كيركبينار، ليتأكد مرة أخرى أن حبل الكذب الجزائري قصير جدا. وكان أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أعلن في 26 فبراير 2025، في رسالة ملكية أن الملك محمد السادس أمير المؤمنين أهاب بالمغاربة عدم القيام بشعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة نظرا للتراجع الكبير في أعداد الماشية وتداعياته السوسيو اقتصادية.
وقال الملك في الرسالة، التي تلاها أحمد التوفيق، إنه "من منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة".
وأضاف الملك أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: "هذا لنفسي وهذا عن أمتي".
وأهاب بالمغاربة بأن يحيوا عيد الأضحى "وفق طقوسه المعتادة ومعانيه الروحانية النبيلة وما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب".
وأوضح الملك في رسالته أن الاحتفال بعيد الأضحى "ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة".
وتابع أنه "حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية".
ولهذه الغاية، يقول الملك، "وأخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود"، مهيبا بالمغاربة إلى عدم إقامة شعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة.