رفضت جبهة البوليساريو، تنفيذ القرار الأممي الجديد حول الصحراء، والذي أمرها بالانسحاب الفوري من المنطقة العازلة المغربية، بما فيها الكركرات. وبررت البوليساريو، موقفها بتصريح سابق للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، التي اعتبر يوم 19 أبريل 2018 بأن منطقة بئر لحلو، لاتدخل ضمن الشريط العازل ولا ضمن المنطقة المحظورة كما هو محدد باتفاق وقف إطلاق النار رقم1 الذي وقعه الطرفان برعاية الأممالمتحدة"، حسب تعبيرها. وزعمت أن تواجد جبهة البوليساريو وقواتها المسلحة ببئر لحلو ومناطق تصفها ب"المحررة"، "لايتعارض مع شروط وقف إطلاق النار أو الاتفاقية العسكرية رقم1". وأعرب مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عن "قلقه" بشأن تواجد البوليساريو في الكركرات، وأمر الجماعة الانفصالية بإخلاء هذه المنطقة التي تقع في المنطقة العازلة ''على الفور". وجاء في قرار مجلس الأمن رقم 2414، الذي مدد مهمة بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2018، أن المجلس "يعرب عن قلقه لتواجد جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات ويدعو إلى انسحابها الفوري" من هذه المنطقة. وحظي هذا القرار بتأييد 12 عضوا وامتناع ثلاثة عن التصويت، فيما لم يسجل أي رفض. وأعرب مجلس الامن عن "قلقه" إزاء إعلان البوليساريو عن نقل بعض ما يسمى ب"منشآت إدارية" إلى بير لحلو، شرق منظومة الدفاع، مطالبا ميليشيات الانفصاليين ب"الامتناع عن مثل هذه الأفعال المزعزعة للاستقرار". وفي معرض إشارته إلى مناورات البوليساريو، أبدى المجلس أيضا "قلقه إزاء انتهاكات الاتفاقات القائمة، داعيا الأطراف إلى احترام التزاماتها ذات الصلة والامتناع عن أي عمل من شأنه زعزعة استقرار الوضع أو تهديد مسلسل الأممالمتحدة". وخلافا للأمر الموجه من قبل المجلس للبوليساريو، حرصت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة على "الإقرار برد المغرب المتزم على الانشغالات الأخيرة المتعلقة بالمنطقة العازلة". ويجدد المجلس التأكيد على ضرورة الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية مع المينورسو بخصوص وقف إطلاق النار، كمايطلب من الأطراف الالتزام التام بهذه الاتفاقات. ويقر النص، في هذا السياق، بأن "بعض القضايا الأساسية المتعلقة بوقف إطلاق النار وبالاتفاقات ذات الصلة لا تزال قائمة". داعيا الأطراف إلى "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة وحرية التنقل وتمكين الأممالمتحدة والأفراد التابعين لها، على الفور، من القيام بمهامهم، وفقا للاتفاقات السارية". وتأتي هذه الدعوة في سياق يطبعه التوتر بين بعثة المينورسو والبوليساريو، والتي كانت عناصر مسلحة تابعة لها، اعترضت في 16 مارس الماضي فريقا من المراقبين العسكريين التابعين للبعثة الأممية، وأطلقت طلقات نارية تحذيرية لمنع أعضاء بعثة الأممالمتحدة من توثيق الانتهاكات المتعددة للميليشيات الانفصالية في هذه المنطقة شرق منظومة الدفاع، كما سبق أن أعلن ذلك المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك. وكان المتحدث باسم الاممالمتحدة قد صرح بأن " بعثة المينورسو أبلغت مجلس الأمن أنه في 16 مارس، ببلدة تيفاريتي، أنه تم اعتراض مراقبين عسكريين تابعين للمينورسو أثناء الخدمة من قبل عناصر مسلحة لجبهة البوليساريو، الذين أطلقوا طلقات نارية تحذيرية". وسبق للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن أعرب من جانبه، عن "أسفه لكون الاحترام الذي كانت تحظى به رموز الأممالمتحدة في السابق، حتى من قبل الجماعات المسلحة، بدأ يتلاشى مع مرور الوقت، ما يجعل "موظفينا اليوم مستهدفين تحديدا بسبب الصفة التي يحملونها". وكتب غوتيريس على حسابه في موقع "تويتر"، بمناسبة إحياء ذكرى موظفي الأممالمتحدة الذين قتلوا بين عامي 2016 و2017، "يتم استهداف موظفي الأممالمتحدة بشكل منتظم من قبل أولئك الذين يعارضون السلام".