يخوض النجم المغربي أسامة إدريسي إحدى أبرز المحطات في مسيرته الكروية بعدما قاد فريقه باتشوكا المكسيكي إلى نهائي كأس القارات لكرة القدم (كأس إنتركونتيننتال)، حيث يتواجه مع العملاق الإسباني ريال مدريد بطل أوروبا، مساء الأربعاء على استاد لوسيل في الدوحة.
وخطف إدريسي الأنظار بعد هدفه الجميل ضد بوتافوغو البرازيلي (3 – 0) في الدور ربع النهائي من كأس القارات ونيله جائزة أفضل لاعب في المباراة، ومن ثمّ أداؤه المتوازن خلال الفوز على الأهلي المصري 6 – 5 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة 0 – 0) في الدور نصف النهائي.
وقال إدريسي، عشية لقاء العملاق الإسباني في النهائي "كلاعب كرة قدم، في كل مرة تكون فيها في الملعب تحاول أن تتذكر ذلك الفتى الصغير الذي كان يحاول الوصول إلى هذه المرحلة في كل ملعب وكل مباراة. هذا هو الشعور الذي سيراودك دائما".
أظهر الجناح المغربي موهبة مميزة، خصوصا منذ انتقاله إلى الدوري المكسيكي حيث يواصل عروضه الجيدة التي أسهمت أيضا في قيادة الفريق إلى لقب دوري أبطال الكونكاكاف على حساب كولومبوس كرو الأميركي في المواجهة النهائية 3 – 0.
ولم يغادر إدريسي فريقه السابق إشبيلية الإسباني بصفقة انتقال مجانية فحسب، بل دفع النادي الأندلسي أيضاً جزءاً من راتبه مع بقاء عامين من عقده معه، وذلك تسهيلا لانتقاله في فاتح شتنبر 2023.
ووصل الجناح البالغ من العمر 28 عاما إلى ملعب رامون سانشيس بيسخوان بصفقة مرتقبة خلال موسم 2020 – 2021 في ظل جائحة كوفيد – 19، حيث استثمر مونتشي، المدير الرياضي آنذاك للنادي، 12 مليون يورو بعد أن لفت اللاعب المولود في هولندا الانتباه في ألكمار.
وكافح إدريسي لبلوغ الثبات والتأثير في النادي الإسباني. وفي فبراير 2021، بعد بضعة أشهر فقط من انضمامه، أُعير إلى أياكس أمستردام وتلا ذلك أيضا سلسلة انتقالات بالإعارة بينها قادش الإسباني وفينورد الهولندي.
وفي محطته الأخيرة مع فينورد، استعاد إدريسي جزءا من توازنه، مما أطلق الكلام في حينها عن التوقيع مع الفريق بشكل نهائي في صيف عام 2023، إلا أنّ ذلك لم يحصل وقرّر ناديه الأساسي إشبيلية فسخ عقده.
لكن تطور أدائه بألوان فينورد منحه فرصة العودة إلى المنتخب المغربي وإن كان لمباراتين فقط من أصل تسع بالمجمل في مسيرته الدولية، على أمل أن تكون كأس القارات مفتاح عودته إلى "أسود الأطلس" بقيادة المدرب وليد الركراكي.
وسيكون الامتحان ضد العملاق ريال مدريد، بطل مونديال الأندية خمس مرات وصاحب الرقم القياسي بعدد ألقاب دوري أبطال أوروبا (15)، ليلة الأربعاء على استاد لوسيل، الملعب الذي شهد تتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي بأول لقب مونديالي في مسيرته على حساب فرنسا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 3 – 3 في ديسمبر (كانون الأول) 2022.
وعن مواجهة ريال مدريد، قال إدريسي "ستكون المباراة أكثر خصوصية، لأنه الفريق الأكبر في أوروبا والأكثر تتويجا بالألقاب في تاريخ كرة القدم"، مردفا: "لذا، فإن وجودنا هنا هو شرف لنا".