إيمانا منها بتحريك المياه الراكدة في المشهد السياسي بالمغرب، وإيجاد بديل للإجابة عن الإشكاليات المطروحة في الساحة الوطنية، أبدت الحركة الشعبية قبولها المبدئي بالتحاق "التكتل الديمقراطي المغربي" إلى التنظيم الحزبي، وسط ترقب ما سيحمله المجلس الوطني لحزب "السنبلة" الذي سينعقد في الأيام المقبلة. وحمل إعلان انضمام أعضاء من "التكتل الديمقراطي المغربي" إلى الحركة الشعبية الذي يعيش خلال هذه الأيام خلافات بين بعض القيادات الحزبية، مفاجئات خاصة وأن التكثل يضم حميد شباط الشخصية السياسية المثيرة للجدل وبعض البروفايلات التي تتبنى الأيدلوجيا اليسارية التي تتعارض على الورق مع التوجهات الليبرالية المحافظة لحزب "السنبلة".
وأثار وجود شباط ضمن قائمة التكثل الديمقراطي، الكثير من التساؤلات حول الخدمة التي من المنتظر أن يقدمها هذا الأخير لحزب الحركة الشعبية، والمعروف بسياسته "الأرض المحروقة" وتصريحاته المثيرة للجدل، أبرزها التصريح المتعلق بموريتانيا والتي دفعت القصر إلى تقديم توضيحات عن طريق المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران.
وقال محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن "الأمر لا يتعلق باندماج، لأن الاندماج يكون بين تنظيمات حزبية. بل هو التحاق أعضاء التكثل بالحركة الشعبية، بعدما تبين أن هناك تطابق الرؤى في التصورات والأهداف على مستوى البديل الحركي".
وأضاف أوزين، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الفكرة كانت موضوع نقاش أولي بين عبد ربه بمعية مجموعة من القياديين بالحزب مع الأخ زهير أصدور رئيس التكثل والاخ رشيد بلبوخ، الذين عرضوا الفكرة على أعضاء التكثل وفعلا رحبوا بها".
وتابع المتحدث عينه أنه "فيما يخص الأخ حميد شباط، فلا طموح له، وقد عبر عن ذلك شخصيا، سوى أن يرى أطر وكفاءات التكثل تواصل نضالها داخل تنظيم سياسي ديمقراطي، يضمن لها فضاء ممارسة الفعل السياسي النبيل انتصاراً للوطن والمواطن. والأخ شباط يؤمن بدور الشباب وبالجيل الجديد لقيادة مغرب الغد تحت سقف المؤسسات".
وأشار زعيم حزب "السنبلة" إلى أن هذه "الخطوة ستليها خطوات قادمة بالتحاق تكثلات أخرى وكل من يرى في البديل الحركي تمثلا جديدا لمغرب تتساوى فيه الحظوظ وتتكافئ فيه الفرص، مغرب لكل المغاربة يحفظ الكرامة، يقاوم التهميش ويعمل على إرساء الجيل السابع من الحقوق وهي الحقوق المجالية".
وزاد: "نحن من خلال هذه الخطوة لا نستقبل تيار بل كفاءات متنوعة ذات تجارب سياسية وجمعوية ونقابية وفكرية ستعزز دون شك مسار حزب من طينة الحركة الشعبية التي كانت مهدا للتعددية السياسية الحقة، وليس التعددية الحزبية الرقمية".
وأردف أيضا أن "احتضان كفاءات التكثل الديمقراطي رسالة حركية جديدة تنتصر لخيار القطبية السياسية وإعادة هيكلة المشهد الحزبي الفاقد لعمقه السياسي وللتمايز في المرجعيات والبرامج".
وأوضح الزعيم الحزبي أن "رسالتنا كذلك في البديل الحركي هو خلق بنيات لاستقبال كل الكفاءات والطاقات المؤمنة بنبل السياسة وبالإختيارات الفكرية والسياسية والبرنامجية لحزب الحركة الشعبية، بغاية استراتيجية هي مقاومة القطاع السياسي غير المهيكل وممارسات حزبية تستقوي بكل شيئ غير رأسمال سياسي صادق".
ونوه الأمين العام لحزب الحركة الشعبية ب"مبادرة التكثل الديمقراطي الذي عبر عن رغبته في تعزيز صفوف الحركة الشعبية، وطبعا أيدت قيادة الحزب في لقاء يوم السبت مع قيادة وأطر التكثل التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة النوعية، وسنعرض المبادرة على المجلس الوطني للحزب في دورته المقررة نهاية الأسبوع المقبل لتكتسب المبادرة شرعيتها القانونية وبعد ذلك سنشكل لجنة مشتركة لتنزيل مخطط تنظيمي لهذا الالتحاق تنظيميا ومجاليا وخلق انصهار فعلي يستوعب الجميع".
وسجل أيضا أن "هناك مبادرات نوعية أخرى سيكشف عنها في قادم الأيام لأن الحركة الشعبية حزب تاريخي كبير عانى كثيرا في مساره الوطني الصادق، ويستحق أن يستعيد ريادة المشهد السياسي والحزبي الوطني باعتباره دعامة أساسية لمغرب المؤسسات بقناعة راسخة دوما وهي حصر الصراع السياسي تحت سقف المؤسسات وليس حولها أو من أجلها، وترسيخ مغرب الهوية الموحدة بتنوعها، ومغرب الانصاف المجالي والاجتماعي".
وخلص أوزين حديثه قائلا: "البديل الحركي هو رؤيتنا للبدائل والحلول التي نقترحها لنقدم إجابات على مجموعة من الإشكاليات، من خلال مقترحات القوانين التي فاقت 90 مقترح قانون على مستوى التشريع، وسنقدم قريبا ورقة تفصيلية حول مضامين البديل الحركي".