كشف السفير الأمريكي الأسبق في المغرب، إدوارد غابرييل، تفاصيل غير مسبوقة حول المفاوضات التي قادها بين المغرب والولاياتالمتحدة لدعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء. وأوضح غابرييل، في حوار مع أسبوعية "الأيام" في عددها الأخير، أن الملك محمد السادس طرح فكرة الحكم الذاتي لأول مرة خلال لقائه بوزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت في شتنبر 1999، حيث بدأت المفاوضات بشأن المبادرة أثناء رحلة جمعته بين الملك من طنجة إلى شفشاون.
وأكد غابرييل، أن الملك شدد على ضرورة التزام الولاياتالمتحدة بمنع أي قرار أممي يعارض سيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية، وهو ما وافقت عليه الإدارة الأمريكية آنذاك، مبينا أن هذه الشروط تم إبلاغها للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، جيمس بيكر، في خريف 1999، الذي ناقشها لاحقا مع الملك محمد السادس في مارس 2000.
وأوضح السفير أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رفض الفكرة خلال اجتماعه مع بيكر في نونبر 2000، مقترحا بدلا من ذلك تقسيم الصحراء، وتابع أن هذا الموقف دفع بيكر في صيف 2001 إلى تقديم خيارات جديدة تضمنت "الاستفتاء والانفصال"، مما أثار استياء المغرب واعتبرها تراجعا عن الاتفاقات السابقة.
وذكر المتحدث ذاته، أن الملك محمد السادس عبر عن استيائه من هذه التطورات خلال لقائه، في شتنبر 2003، بالرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أكد أن بيكر لا يمثل الموقف الرسمي للولايات المتحدة، مشجعا المغرب على تقديم مقترح جديد للأمم المتحدة، وبالفعل، قدم المغرب مبادرة الحكم الذاتي في 2007، التي نالت دعما دوليا واعتبرت جادة وذات مصداقية، يقول السفير الأمريكي الأسبق.
واعتبر غابرييل، أن فكرة الحكم الذاتي طُرحت أول مرة على الملك الحسن الثاني في مارس 1999، لكنه لم يكن مستعدا لتبنيها في ذلك الوقت، مسجلا أن الملك الحسن الثاني أظهر في لقاء أخير جمعه بالسفير الأمريكي الأسبق في يوليوز 1999 تحولا نحو دعم حل سياسي بعيد عن الاستفتاء.