صدرت اليوم الأربعاء، النتائج الرسمية لدورة 2023 للتقييم الدولي في الرياضيات والعلوم المعروف بتيمس، مسجلة تراجعا مهولا بالنسبة للمملكة المغربية ب67 نقطة في تقييم العلوم للمستوى الثاني إعدادي، فيما شهد التعليم الابتدائي تقدما يتراوح بين 10 و16 نقطة، في حين أن نسبة التلاميذ المتحكمين في الحد الأدنى للكفايات في العلوم للمستوى الإعدادي قفزت من 48 في المائة إلى 18 في المائة، و46 في المائة في الرياضيات و47 في المائة في العلوم للمستوى الابتدائي.
هذا التذيل في الترتيب العام للتقييم الدولي في الرياضيات والعلوم المعروف ب"تيمس"، يعزى وفق مراقبين إلى ضعف التعلمات التي حصل عليها التلاميذ خلال فترة جائحة كورونا، وتفاقم وتيرة توظيف الأساتذة بنظام العقدة، مع تواضع المراجع البيداغوجية الوطنية أمام المنهاج الذي يمتحن فيه التلاميذ في هذا التقييم الدولي.
وفي تعليقه على هذا التراجع، قال عبد الناصر ناجي، الخبير التربوي، إن "المغرب حافظ على تذيله للترتيب العام إما باحتلاله للمرتبة الأخيرة أو ما قبلها برتبتين حسب المادة الدراسية المعنية أو المستوى الدراسي"، مبينا أن "ما يخيف حقا في نتائج هذه السنة هو تراجع المغرب ب67 نقطة في تقييم العلوم للمستوى الثاني إعدادي وهي أسوأ نتيجة يحصل عليها التلامذة المغاربة منذ أكثر من عشرين عاما".
وأضاف ناجي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الأكثر إثارة للقلق فهي نسبة التلامذة المتحكمين في الحد الأدنى للكفايات في العلوم التي تراجعت في الإعدادي من 48 في المائة إلى 18 في المائة فقط وهي أقل نسبة مسجلة بين الدول المشاركة وأضعفها على الإطلاق في المشاركات المغربية السابقة".
وتابع المتحدث عينه أن "هناك بعض التقدم في التعليم الابتدائي يتراوح بين 10 نقط و16 نقطة في النتائج المحصل عليها من طرف التلامذة المغاربة مع تسجيل بعض التقدم أيضا في نسبة المتحكمين في الحد الأدنى للكفايات ليصل إلى 46 في المائة في الرياضيات و47 في المائة في العلوم"، مشيرا إلى أن "هذا التقدم الطفيف لم يمنع من تذيل المغرب للترتيب العام متقدما على دولتين فقط".
وعزا "التراجع الكبير في الإعدادي، لأسباب متعددة من بينها عدم تمكن المنظومة التربوية من تدارك الخصاص الكبير في التعلمات الذي عانى منه المتعلمون إبان جائحة كوفيد19، وانتهاج سياسة الانتقال من الابتدائي إلى الإعدادي دون استحقاق النجاح خاصة مع تراكم التعثرات الدراسية من مستوى دراسي إلى آخر".
وزاد: "إضافة إلى ضعف تكوين المدرسين في المواد العلمية الذي تفاقم مع سياسة التوظيف بالتعاقد التي راهنت على الكم دون الاهتمام كثيرا بجودة المدخلات، خاصة مع ضعف عدد الحاصلين على الإجازة في التربية من جهة وضعف التكوين الجامعي في هذه التخصصات".
كما أن تبني تدريس العلوم بالفرنسية في الإعدادي، يوضح ناجي، يعد من بين العوامل التي أدت إلى هذا التدهور الكبير في مستوى التلاميذ المغاربة.
وخلص ناجي، إلى أن "مراجعة المنهاج الدراسي الوطني لينسجم أكثر مع مضامين المنهاج الذي يمتحن فيه التلاميذ في هذا التقييم الدولي أصبحت ضرورة ملحة".