أكدت وزارة التربية الوطنية تفاقم الأزمة البنيوية للتعلمات في المدرسة العمومية بفعل تأثيرات جائحة كوفيد 19، حيث رصدت دراسة تقييمية أنجزت مطلع الموسم الدراسي الحالي وشملت 25 ألف تلميذ أن أغلبية التلاميذ لا يملكون المكتسبات الضرورية لمواكبة المقرر الدراسي. ورصدت الدراسة التي قامت بها الوزارة أن 77% من التلاميذ في مستوى الخامس ابتدائي لا يستطيعون القراءة بطلاقة لنص باللغة العربية مكون من 80 كلمة. كما أن 70% من التلاميذ في نفس المستوى لا يستطيعون القراءة بطلاقة لنص باللغة الفرنسية مكون من 15 كلمة فقط، علما أن هذه المؤشرات تتعلق فقط بتفكيك الكلمات ولا تحيل على قياس مدى الفهم، وإلا كانت النسبة أكبر. كما كشفت ذات الدراسة ضعف تلاميذ المدرسة العمومية في مجال الرياضيات، حيث إن 87% من التلاميذ عند نهاية المستوى الابتدائي لا يستطيعون إنجاز عملية قسمة بسيطة من قبيل (76/4). وتأتي هذه الدراسة الجديدة لتسائل المسؤولين عما تم عمله خلال السنوات الأخيرة، حيث لم تبرح المدرسة العمومية بالمغرب مستوياتها المتدنية. ففي 2018 رصدت اختبارات التقييم الدولية أن المغرب في آخر ترتيب البلدان من حيث التلاميذ المتوفرين على الحد الأدنى من الكفايات، حيث يحتل الرتبة 77 من أصل 79 في الرياضيات، والرتبة 75 من أصل 79 دولة في القراءة. هذه الأرقام أيضا رصدها البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات في 2019، حيث إن 70% من التلاميذ في التعليم العمومي لا يتحكمون في المقرر الدراسي عند استكمال التعليم الابتدائي و90 في المئة لا يتحكمون في المقرر الدراسي عند استكمال الإعدادي. ومن جملة الاختلالات التي يعيشها التعليم العمومي ورصدتها خارطة الطريق التي قدمتها وزارة التربية الوطنية أمس الخميس، مشكل الهدر المدرسي الذي لا يزال مستمرا في مستويات مرتفعة. ويبلغ المعدل السنوي للهدر 300 ألف تلميذ، خاصة بالأوساط الهشة ما يكرس الفوارق المجالية، ويبلغ 80% بالعالم القروي، في حين يعرف المستوى الإعدادي (حيث 90% من التلاميذ لا يتحكمون في المقرر) أكبر نسبة من الهدر ب53%، مقابل 23% بالابتدائي و24% بالتأهيلي. وتعتبر الوزارة أن خارطة الطريق الجديدة من شأنتها أن ترفع من نسبة التلاميذ الذين يتحكمون في المقرر الدراسي بمختلف المستويات، والتقليص من حجم العديد من الاختلالات التي تعرفها المدرسة العمومية.