تعيش منطقة الصحراء منذ أيام على وقع تطورات متسارعة تنبئ بحرب وشيكة وإن كان يرى الكثير من المتتبعين أن خيار الحرب له كلفة كبيرة وشر لابد منه ، خاصة وأن المغرب يجنح دائما للحلول الدبلوماسية . لكن الاستفزازات الأخيرة للبوليساريو دفعت المغرب إلى التعبئة على جميع المستويات وصرح أكثر من مسؤول أن جميع الخيارات واردة من ضمنها الخيار العسكري.
وإذا ما كان سيناريو الحرب مطروحا ولأن هذه الحرب تقتضي ترسانة متكاملة ولأن العدو المحتمل في هذه الحرب هو جبهة البوليساريو، سنقدم لكم في هذا التقرير الذي سبق ونشرناه استنادا لإحدى اعداد الأسبوع الصحفي، وفيه لمحة عن أهم الأسلحة التي تتوفر عليها الجبهة التي قال قياديوها إنهم مستعدون كذلك للحرب في أي وقت.
الميزانية السنوية لسلاح البوليساريو لاتمثل سوى 0.17 في المائة من الميزانية الدفاعية للمغرب، موضحة أن بومديان خصص منذ 1978، 100 مليون دولار سنويا للجبهة في حربها ضد المملكة، قبل أن تنزل بعد وقف إطلاق النار إلى 20 مليون دولار، ولم تتوصل الجبهة بهذه الحصة لسنوات، في مقابل ميزانية مدنية للاجئين لا تتجاوز 15 مليون دولار.
وعلى ضوء هذه البيانات، فإن المغرب ينفق عسكريا، 34 مرة إلى 720 ضعفا ما تنفقه الجبهة على سلاحها طيلة الحرب، وبعد وقف إطلاق النار.
وفي العشرية السوداء في الجزائر، وصل الإنفاق العسكري للمغرب، ألف ضعف إلى 1150 مرة ما تنفقه الجبهة البعيدة عن تسليح حزب الله ب 900 ضعف وعن فارك الكولومبية قبل أن تتحول إلى حزب، ب 750 مرة.
وفي حال اعتماد بعض بنود ميزانية الجزائر بأنها موجهة للبوليساريو، فإن المبلغ لا يتجاوز 300 مليون دولار، وهذا غير ممكن لأن الجزائر لم تزود الجبهة بأي سلاح نوعي منذ بدء النزاع.
وباستعراض 70 مدرعة خفيفة من طراز 8220بي. تي. ر و 180 تويوتا; ولاند كروزر و300 راجمة، و18 مدفعية في بير لحلو يوم 3 مارس الماضي بعد انقطاع للتسليح الجزائري دام 17 سنة، تكون ترسانة الجبهة قد استعادت أقل من 2 في المائة مما احترق في ثكنة، حنفي، التابعة للمنطقة الأولى، ودمر الحريق دبابات، تي وعربات، بي. م. بي للنقل بمدافع 73 ملم، ومدافع سوفياتية الصنع، بي 11; من 107 ملم، وبي 10; ب 80 ملم، وبنادق دوشوكا، 12 ملم، و45 ملم و23 ملم، ومدافع هوستر، (122 ملم) للمدى البعيد، بازوكا، المضادة للدبابات، و3 سلسلات كلاشينكوف وكاتيوشا (2100 وحدة).
ووصل المغرب إلى إحراق هذه الثكنة مرتين، حسب اتهامات الجبهة، منها الحريق الذي ساعد فيه القذافي بعد اتفاق وجدة مع الملك الراحل الحسن الثاني ودمر 92 في المائة من عتاد الثكنة الذي يعود 71 في المائة منه إلى الترسانة الليبية.
وخاض المغرب دبلوماسية شرسة لمنع السلاح عن البوليساريو، جعل قوات الجبهة أضعف تنظيم مسلح في العالم.
وتوجد لدى الجبهة تشكيلات من صواريخ سام7، فقط، وهو اسم الناتو8221، للسلاح السوفياتي ،ف 3259 ستيريلا 2. والسهم، بالروسية، وهو صاروخ أرض جو مدار عبر الأشعة الما فوق حمراء، قدمته ليبيا وكوبا إلى جبهة البوليساريو، ودخل الخدمة في 1970، حيث كان نزاع الصحراء، أحد ميادين تجريب هذه التشكيلة.
وحاليا، لا تمتلك البوليساريو سوى بطاريات متهالكة تعطلت ثلاث منها واحترقت واحدة، إلى جانب 12 منصة ، سام 6، خمسون في المائة منها تحتاج إلى الصيانة، والمنصات الستة الأخرى 3 منها بدون شاحنات رافعة للتوجيه، ومنذ دخول هذه التشكيلة في الحرب الليبية التشادية، نجحت فرنسا في عزلها بضربات، الجاغوار، مستفيدة من تدخلها في حرب الصحراء، وتابعت ضرب هذا السلاح في يد البوليساريو قبل وقف إطلاق النار.
ومن المثير يضيف المصدر ذاته أن البوليساريو، تعتمد إلى الآن، على الأسلحة الخفيفة التي سلمها القذافي إلى الجبهة، أ. كا 47 و، أ. كا. إم، وبي. كا. إم (13) إلى جانب رشاشات قدمتها الجزائر من فئة 122 ملم.