لم يخف الاسبان تخوفهم من صعود الجمهوري دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، بعد اطاحته بالديمقراطية كامالا هاريس، خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الثلاثاء، حيث من المنتظر أن يحصل تقارب جديد بين الرباطوواشنطن وفق قراءة المراقبين على مجموعة من الأصعدة، وهو الأمر الذي تتوجس منه مدريد، إذ أعلن سابقا رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن دعمه للمترشحة هاريس.
وتتوقع الصحف الإسبانية أن تؤثر هذه المحطة الانتخابية على مستقبل العلاقات الثنائية بين إسبانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، رغم أن الأولى هي شريك في حلف "الناتو"، حيث إن التخوف الايبيري الحاصل منحصر في مجال الدفاع، على اعتبار أن واشنطن اختارت الرباط "شريكا إقليميا" في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط عوض مدريد.
المحلل السياسي الحسين كنون، أكد "وجود توجس إسباني بعد صعود ترامب من تقارب بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، علما أن العلاقات الثنائية بين الرباطومدريد تعيش أفضل مرحلة على ما أظن في تاريخ العلاقات بين البلدين".
وأضاف كنون، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "هناك علاقات سياسية ودبلوماسية منقطعة النظير بين المغرب وإسبانيا، بعد الاعتراف بمغربية الصحراء والدعم القوي لمبادرة الحكم الذاتي، والزيارة الرسمية التي قام بها بيدرو سانشيز التي أسس على هامشها خارطة طريق طموحة لتعزيز التعاون بين الطرفين في شتى المجالات".
وأشار المتحدث عينه إلى أن "العلاقات الثنائية بين مدريدوالرباط تعرف حكمة مقارنة مع السنوات الماضية، نظرا لأن البلدين مقبلان على استضافة بطولة كأس العالم وأيضا بناء نفق يربط بين المملكة وجبل طارق، وهذا يتزامن مع التوهج الذي تشهده علاقات الرباطوواشنطن".
واعتبر المحلل السياسي أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تفتح الباب على مصراعيه لتعزيز التعاون الثنائي بين واشنطنوالرباط، "وهذا ما قد يقلق الشركاء والخصوم معا"، يضيف كنون، الذي سجل أن "المغرب نوع من شركائه وخاصة مع دول الاتحاد الأوروبي، وأيضا باقي الدول الغربية".
وأشار كنون، إلى أن "المغرب وضع الصحراء المغربية في إطار واضح على طاولة الدول التي تريد تعزيز العلاقات والتعاون، حيث يعد في الوقت ذاته المنصة الآمنة لتعزيز الاستثمار الإفريقي والدولي".