انطلق العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي ستشهد على نزال كبير بين كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية، وخصمها القوي دونالد ترامب عن المعسكر الجمهوري، وسط ترقب العالم حول ما ستسفر عنه صناديق الاقتراع يوم 5 نونبر المقبل، حيث تأتي هذه المحطة الانتخابية في سياق دولي متوتر تطبعه الحروب والأزمات، خاصة الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.
وتعد المملكة المغربية من بين الدول التي تتابع بشكل عميق تطورات هذا الحدث الأمريكي، حيث ستعكس خيارات الرئيس القادم توجهات بلاده الدبلوماسية والاقتصادية في العديد من القضايا الإقليمية أبرزها ملف الصحراء المغربية، الذي يعيش على وقع دينامية متطورة بعد الاعترافات المتتالية آخرها الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء.
وفي حوار مع جريدة "الأيام" الأسبوعية، في عددها الأخير، أوضح أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في العلاقات الدولية، إسماعيل الحمودي، أن "العلاقة بين المغرب وأمريكا قائمة على مصالح مشتركة مبنية على منطق "دولة بدولة"، مشيرًا إلى أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمت مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها أرضية لتنزيل حل سياسي".
وأضاف الحمودي أن "إدارة بايدن لم تتراجع عن قرار ترامب بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، حتى وإن كانت لم تفعّل جميع مقتضياته مثل فتح قنصلية بمدينة الداخلة، وهذا يظهر على أن المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية يتعاملان بمنطق دبلوماسي بعيد عن الأشخاص أو الحكومات".
"الموقف الأميركي سيستمر حتى لو تم انتخاب كامالا هاريس"، يضيف المتحدث، لافتا إلى أن "عودة ترامب قد تدفع نحو تنفيذ الالتزامات السابقة ضمن الإعلان الثلاثي، لكن قد يتطلب ذلك تقديم تنازلات جديدة كما جرى سابقا".
وعند سؤاله عن مدى انسجام أي من المرشحين مع مصالح المغرب، أكد الحمودي أن "السياسة الأميركية تجاه قضية الصحراء تتسم بالاستمرارية، بغض النظر عن لون الحزب الحاكم، مشيرا إلى أن "مصالح المغرب ترتبط بالدولة الأميركية ككل، وأن الرئيس المقبل لن يكون له تأثير سلبي مباشر على هذه العلاقة".