استفاقت جبهة البوليساريو على إيقاع أمريكي لاتيني، حين قررت جمهورية الإكوادور تعليق اعترافها أمس الثلاثاء 22 اكتوبر 2024، ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية. وأبلغت وزيرة خارجية الإكوادور، غابرييلا سومرفيلد، خلال مباحثات هاتفية، نظيرها المغربي، ناصر بوريطة، بهذا القرار، وبرسالة الإخطار التي بعثت بها إلى ما يسمى ب"تمثيلية الانفصاليين" في كيتو.
في هذا الصدد، قال محمد طيار، المحلل السياسي المتخصص في الدرسات الاستراتيجية والأمنية،إن قرار جمهورية الإكوادور يكتسي أهمية بالغة، فهو من جهة يتعلق بدولة قد اعترفت بما يسمى "الجمهورية الصحراوية" في بداية السنوات الأولى من النزاع.
وأكد طيار، في تصريح ل"الأيام24″ إن للقرار دلالات خاصة، أولا يؤكد نجاح الاستراتيجية التي اعتمدها الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، وهي منهجية تعتمد على الفعل، وعلى أخذ المبادرة، مما عجل بتحقيق انتصارات متعددة على المستوى الدولي، وتعرف بشرعية القضية الوطنية، وتؤكد أهمية الحكم الذاتي، كمقترح لفك النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية.
وأضاف المحلل السياسي أن الدلالة الثانية تتجلى في أن هذا الاعتراف يأتي في هاته الظرفية الخاصة بإشارات نوعية، فالإكوادور تعد عضوا غير دائم بمجلس الأمن حاليا، وستصوت يوم 30 أكتوبر على قرار ملف القضية الصحراء المغربية بالمجلس عينه.
وخلص المتحدث نفسه إلى أن هاته المستجدات تؤكد أن الدبلوماسية المغربية حققت انتصارات كبيرة، استطاعت أن تغير من مواقف دولة أمريكا اللاتينية، التي كانت إلى العهد القريب، تتماهى مع النظام العسكري الجزائري.