Getty Images قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن الحزب استهدف صباح الأحد 25 أغسطس/ آب قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ومواقع أخرى ردا على اغتيال إسرائيل القائد العسكري البارز بالحزب فؤاد شكر نهاية الشهر الماضي. وأوضح نصر الله، في خطاب تلفزيوني، أن الحزب أطلق 340 صاروخ كاتيوشا وعددا من الطائرات المسيرة على المواقع المستهدفة. وبيّن نصر الله أن الرد، الذي أُطلق عليه اسم "عملية يوم الأربعين" لتزامنه مع أربعينية الإمام الحسين، استهدف قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية وتضم الوحدة 8200، وتبعد عن حدود مدينة تل أبيب 1500 متر، وهو الهدف النوعي الرئيس، إلى جانب عدد من المواقع العسكرية والثكنات في الجليل والجولان. وقال إن الحزب أطلق مئات صواريخ الكاتيوشا لإشغال القبة الحديدية الإسرائيلية لعدة دقائق حتى تعبر المسيّرات، مشيرا إلى أن معلومات الحزب تفيد بأن عددا من المسيرات أصابت أهدافها، "لكن العدو يتكتم". ونفى نصر الله صحة ما أعلنته إسرائيل بشأن تنفيذ ضربات استباقية أحبطت هجمات الحزب، وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي اليوم استهدف "وديانا خالية". وقال إن "إسرائيل كذبت بحديثها عن تدمير صواريخنا الإستراتيجية، علما أننا لم نستخدمها وقد نستخدمها في المستقبل". أكبر مواجهة منذ بداية الحرب كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت أكثر من 40 غارة فجر الأحد، استهدفت مناطق بجنوبلبنان فيما يعتبر أوسع هجوم منذ بدء المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ "هجوما استباقيا" على لبنان، بعد "رصد استعدادات" لحزب الله لإطلاق صواريخ تجاه مدن إسرائيل. وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أنه "في إطار الدفاع عن النفس لتحييد هذه التهديدات، تضرب قوات الدفاع الإسرائيلية أهدافاً إرهابية في لبنان، والتي كان حزب الله يخطط لشن هجماته منها على المدنيين الإسرائيليين". وأوضح هاغاري أن معظم الأنشطة العسكرية الإسرائيلية تركز في الوقت الحالي على جنوبلبنان، لكن أبدى استعداد إسرائيل لمهاجمة "أي مكان في لبنان، حيث يوجد تهديد لدولة إسرائيل". وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "قامت نحو 100 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات، باستهداف وتدمير آلاف المنصات التابعة لحزب الله الإرهابي والتي تم وضعها وزرعها في جنوبلبنان"، مضيفا أنها "كانت موجهة نحو شمال إسرائيل وبعضها نحو وسط البلاد". وأكد المتحدث باسم الجيش، نداف شوشاني، أن حزب الله "أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه شمال إسرائيل"، معظمها بعد بدء إسرائيل هجومها، وفق قوله. وفي وقت سابق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول عسكري قوله "عدم تعرض أي قاعدة عسكرية في إسرائيل للضرر جراء قصف حزب الله". وقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، فرض حال الطوارئ في البلاد لمدة 48 ساعة. رواية حزب الله في المقابل، أعلن حزب الله "إنجاز" هجومه على إسرائيل، والذي أدرجه في إطار "ردّ أولي" على مقتل شكر في 30 يوليو/ تموز في غارة إسرائيلية. وقال الحزب في بيان "تمّ إطلاق جميع المسيّرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، وبالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمت وأٌنجزت". وأضاف "إن ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به.. وتعطيله لهجوم المقاومة هي ادعاءات فارغة". وكان حزب الله أعلن بدء "هجوم جوي بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصهيوني وفي اتجاه هدف عسكري نوعي". وأكد "استهداف ثكنات ومواقع إسرائيلية" بالصواريخ "تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان"، مشيرا الى أن المسيرات "عبرت كما هو مقرر"، وأنه أطلق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل ثلاثة أشخاص أحدهم جراء غارة إسرائيلية استهدفت "سيارة في بلدة الخيام"، واثنان آخران في قصف على على بلدة الطيري، من دون تحديد ما إذا كانوا مقاتلين أو مدنيين. مساعدة أمريكية دون تدخل وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة "ساعدت الجيش الإسرائيلي في رصد وتعقب ما أطلقه حزب الله اللبناني فجر الأحد من صواريخ باتجاه إسرائيل"، مؤكداً أنها "لم تتدخل بشكل مباشر". ونقلت وكالة فرانس برس عن المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن "الولاياتالمتحدة لم تشارك في الضربات الوقائية لإسرائيل مساء أمس"، موضحاً أنها "قدمت معلومات استخباراتية، وعمليات رصد واستطلاع لتعقب الضربات التي كان مصدرها حزب الله اللبناني". وأضاف المسؤول أن المساعدة الأمريكية لمواجهة هذه الهجمات "لم تكن ضرورية". مواجهات مستمرة منذ شهور ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. لكنّ منسوب التوتر ارتفع في الأسابيع الأخيرة بعد مقتل شكر الذي تلاه بعد ساعات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في طهران في ضربة نُسبت الى إسرائيل، وتوعّدت طهران وحزب الله بالردّ على مقتلهما. ومنذ بدء التصعيد بين حزب الله واسرائيل، قتل 605 أشخاص في لبنان، بينهم 391 مقاتلا من حزب الله و131 مدنيا. وفي الجانب الإسرائيلي، أحصت السلطات مقتل 23 جنديا و26 مدنيا، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل. ومنذ عام 2006 تم تحديد ما عُرفت بقواعد اشتباك بين "حزب الله" وإسرائيل، وتتمثل بأن أي ردّ سيقابله رد مماثل بنفس الحجم مع الالتزام بالقرارات الدولية. وقد حصلت عدة انتهاكات بين الجانبين منذ ذلك الحين، لكنها لم تتطور إلى حرب أو معركة. تحذيرات دولية وقد حذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، من "مخاطر فتح جبهة جديدة للحرب في لبنان"، داعية إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. من جانبه دعا مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان وقوة الأممالمتحدة العاملة في جنوبلبنان (يونيفيل) في بيان مشترك "الجميع إلى وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد". برأيكم ما الرسائل التي أراد حزب الله إيصالها من هذا الهجوم؟ هل تبقى المواجهة بين الجانبين ضمن قواعد الاشتباك أم تتوسع؟ ولماذا؟ مع استمرار محادثات القاهرة، أيهما أقرب حرب واسعة أم اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل؟ هل تستطيع إسرائيل فتح جبهة حرب ثانية في الشمال مع استمرار حرب غزة؟ ولماذا؟ لماذا تتزايد التحذيرات الدولية من احتمالات توسع الاشتباكات بين الجانبين؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 26 أغسطس/ آب. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic