على خلفية تصدر حزب اليمين المتطرف "التجمع الوطني"، بقيادة جوردان بارديلا، الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، التي نظمت أمس الأحد، قال عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج ونائب عمدة ضاحية باريس سابقا عمر المرابط، إن "هذه النتائج كانت نتائج منتظرة بحكم أنها تأتي بعد الانتخابات الأوربية والتي أعطت الصدارة للتجمع الوطني اليميني المتطرف العنصري". وأضاف المرابط، في تصريح ل"الأيام 24′"، أن "هذه النتائج كانت منتظرة ومرتقبة لدى المتتبعين"، مستدركا: "لكن عكس بعض التوقعات التي كانت تقول بأن اليمين المتطرف سيحصل على 37 في المائة، فإنهم لم يحصلوا إلا على 34 في المائة، وهي نفس النسبة التي حصلوا عليها تقريبا في الانتخابات الأوربية".
واعتبر المرابط، أن تصدر اليمين المتطرف للاستحقاقات التشريعية المبكرة، "يجعل فرنسا على المحك"، مردفا "سننتظر لنرى ما سيقع في الجولة الثانية".
هذا، وستجرى الجولة الثانية من هذه الانتخابات بالاقتراع العام المباشر يوم 7 يوليوز المقبل لتزويد الجمعية الوطنية ب 577 نائبا سيشغلون مقاعدهم للسنوات الخمس المقبلة.
ويرى المرابط، أن "التجمع الوطني، ربما سيتمكن من رئاسة الحكومة، لكن لن تكون عنده أغلبية مطلقة، وبالتالي لن تكون لفرنسا "حكومة قوية""، مشيرا إلى أنها "ستكون فترة عدم استقرار هي الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية الخامسة".
وتوقع المرابط، أن يلجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد سنة من الانتخابات التشريعية الحالية، إلى حل البرلمان مرة ثانية والدعوة لانتخابات جديدة، مردفا: "لننتظر لنرى".
ونبه إلى أن السؤال المطروح الآن هو ماذا سيقع في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية؟، مبينا أن زعماء اليسار والجبهة الشعبية قالوا إنه في حالة إذا ما احتل مرشحهم المرتبة الثالثة فإنهم سيسحبون مرشحهم لصالح حزب الجبهة الجمهورية ضد اليمين المتطرف. وأردف أن "هذا الأمر لن يسمح للتجمع الوطني بأن يحصل على النتائج المرجوة، وإن حصل على المرتبة الأولى فإنه لن يحصل على الأغلبية المطلقة".
وسجل المرابط، أن "المشكل في الأحزاب اليمينية "الجمهوريون" وحزب الرئيس ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" الذين قالوا بأنهم لن ينسحبوا، ولكن سيدرسون كل حالة على حدة، وأنهم ربما سينسحبون من بعض الدوائر التي فيها اليسار التقليدي (الحزب الاشتراكي والخضر)، لكنهم لا يريدون الانسحاب من الدوائر التي فيها حزب "فرنسا الأبية"، ولو كان ذلك سيُمكن اليمين المتطرف من الحصول على مقعد"، ملفتا إلى أن "هذه الإستراتيجية تجعل ماكرون، وكأنه يفضل التعايش مع اليمين المتطرف على أن يكون في تعايش مع اليسار".
وبعد الإعلان عن تصدر اليمين المتطرف للجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، أمس الأحد، ب34.2 بالمئة، وتحالف اليسار ثانيا ب29.1 بالمئة، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، داعيا إلى "تشكيل ائتلاف واسع ضد حزب التجمع الوطني القومي اليميني المتطرف في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية".
وحقق تحالف ماكرون الذي ينتمي إلى تيار الوسط "نتيجة مخيبة للآمال" حيث احتل المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات المبكرة التي جرت على مستوى البلاد، متخلفا عن حزب الجبهة الوطنية وتحالف الجبهة الوطنية الجديدة اليساري.
من جهتها، أعلنت زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان أن "معسكر ماكرون تم محوه عمليا"، وذلك تعليقا على تصدر حزبها بفارق كبير نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا.
وقالت لوبان التي انتخبت نائبة عن دائرتها في شمال البلاد إن الفرنسيين أظهروا "إرادتهم لطي صفحة سبعة أعوام من حكم الازدراء والتآكل" للرئيس إيمانويل ماكرون، داعية الفرنسيين إلى منح حزبها التجمع الوطني "الغالبية المطلقة".
ولن يتقرر عدد المقاعد التي ستحصل عليها الكتل في الجمعية الوطنية إلا في انتخابات الإعادة في 7 يوليوز المقبل، التي غالبا ما تشهد تشكيل تحالفات محلية في فرنسا قبل الجولة الثانية من التصويت، وهو ما قد يمكن أن يغير نتيجة الانتخابات.